الإشاعة:
إذا زرت هرم منكاورع، أصغر أهرامات الجيزة الثلاثة، سوف تجد حفرة فيه لا يمكن لعينك أن تغفلها! وفي الأيام الماضية زعم كثيرون أن هذه الحفرة قد صُنعت في الوقت الحالي، إذن فما هي الحقيقة؟!
الحقيقة:
- أوضح خبراء الآثار أن الحفرة الموجودة في هرم منكاورع قديمة ليست حديثة، وهي ناتجة عن محاولات لهدم الأهرامات أمر بها الخليفة العزيز عثمان بن صلاح الدين الأيوبي سنة 1190، لكنه استسلم أمام صعوبة تنفيذ تلك الفكرة.
- قال الخبراء إنه على الرغم من تسخير الكثير من العمال والموارد، فإن العزيز لم يستطع خلع إلا بعض الأحجار البسيطة، وبعد بضعة أشهر يئس من تلك المهمة.
- قال المؤرخ عبد اللطيف البغدادي في كتابه “الإفادة والاعتبار”: “وكان الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين لما استقل بعد أبيه، سوّل له جهلة أصحابه أن يهدم هذه الأهرام، فبدأ بالصغير الأحمر.”
- أوضح البغدادي أن العزيز أخرج إليه الحلبية والنقابين والحجارين وجماعة من عظماء دولته وأمراء مملكته، وأمرهم بهدمه ووكّلهم بخرابه، فخيّموا عندها وحشروا عليها الرجال والصنَّاع ووفروا عليهم النفقات، وأقاموا نحو ثمانية أشهر بخيلهم ورجلهم يهدمون كل يوم.
- تابع البغدادي: “فلمّا طال ثواؤهم ونفدت نفقاتهم وتضاعف نصبهم ووهنت عظامهم وخارت قواهم، كفّوا محسورين مذمومين، لم ينالوا بغية ولا بلغوا غاية، بل كانت غايتهم أن شوّهوا الهرم، وأبانوا عن عجز وفشل”.
- جدير بالذكر أن هذه ليست محاولة الهدم الأولى، فقد عانت أهرامات مصر من محاولات عدة للهدم والتشويه، خصوصًا أهرامات الجيزة، غير أنها بقيت صامدة أبد الدهر.