in

إشاعة: وجود تمثالين لـ “أبوالهول” أحدهما شمالي وآخر جنوبي

الإشاعة:

على مدار عدة فترات، ترددت أقاويل بأن هناك تمثالين لـ “أبو الهول” أحدهما شمالي وآخر جنوبي، وليس تمثالا واحدا كما نعرف، حيث استشهد المؤيدون لهذه الأقاويل بلوحة تدعى “الإحصاء”، التي عُثر عليها داخل معبد هرم الملكة حنوتسن إلى الشرق من هرم زوجها الملك خوفو، وقد زعم أصحاب هذا الرأي أن التمثال التوأم قد دُمر تمامًا بواسطة صاعقة ضربت منطقة آثار الهرم قديمًا، هذا بالإضافة إلى ما تم تصويره على اللوحة الشهيرة بلوحة “الحلم”، الموجودة بين قدمي “أبو الهول”، حيث نُقشت عليها صورة الملك وهو يقدم القرابين لاثنين من تماثيل “أبو الهول”.

كما يزعم أصحاب نظرية توأم “أبو الهول” أنه بالتعاون مع وكالة ناسا الأمريكية لعلوم الفضاء، تم تحديد صورة فضائية لهضبة الأهرام التقطتها مركبة الفضاء إنديفور عام 1994، وقد أثبتت وجود جسم حجري ضخم موازٍ لـ “أبو الهول” الحالي وخلف معبد الوادي، إذن فما هي الحقيقة؟!

الحقيقة:

– أكد د. زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق وخبير علم الآثار المصرية، أنه لا يوجد دليل واحد حقيقي يشير مجرد إشارة إلى أن “أبو هول الجيزة” ليس وحيدًا وأنه كان له توأم، مشيرا إلى أن الأمر كله مجرد خيالات وأوهام ممن يبحثون عن الشهرة الزائفة.

– أوضح حواس أن لوحة “الحلم” يعود تاريخها إلى عصر الدولة الحديثة، وهناك البعض الذي يُرجعها إلى العصر المتأخر، وذُكر في نقوشها بالخط الهيروغليفي اسم “أبو الهول” مفردًا وليس مثنى، والملك فيها يقدم القرابين إلى “أبو الهول” واحد فقط عند الشروق وعند الغروب، ولذلك صُوّر الملك مرتين وأبو الهول مرتين.

– أشار حواس إلى أن لوحة “الإحصاء” قد ناقشها العديد من العلماء، ووجدوا أن النصوص في شكلها وقواعدها لا ترجع إلى الدولة القديمة، بالإضافة إلى شكل الآلهة وأسمائها، فإنها تعود إلى العصر المتأخر، واتفق أغلب العلماء على أن كهنة إيزيس قد كتبوا هذه اللوحة في العصر المتأخر لكي يضيفوا قِدمًا وعراقة لمعبد إيزيس بذكر “أبو الهول” في نقوشها.

‏- أما بخصوص الصاعقة التي دمرت “أبو الهول” الثاني، فقد قال حواس إنه لا يمكن أن تدمر تمثالًا منحوتًا من الصخر، فإذا كانت قد دمرت التمثال الثاني، فلماذا لم تدمر التمثال الأول، وهو على مسافة قريبة من أخيه التوأم المزعوم مثلًا؟!، ‏وإذا كانت قد دمرت التمثال الثاني، فهل دمرته تمامًا ولم تُبقِ منه ساقًا أو حتى عينًا واحدة؟!، مشيرا إلى أنه لو وقعت صاعقة بالشكل الذي يدمر تمثالًا كتمثال “أبو الهول” فلابد أنه ستكون آثار أضرارها واضحة على المعابد والمقابر الموجودة بالمنطقة، وهذا لم يحدث.

‏- أوضح حواس أن الجانب الجنوبي من معبد الوادي والطريق الصاعد للملك خفرع، والمزعوم بأنه مكان توأم “أبو الهول” الذي خسفت به الصاعقة، هو في الحقيقة مكان المدينة الهرمية الخاصة بالملكة خنت كاوس، ولا توجد أي أدلة فيه أو أثر لـ”أبو الهول” ثانٍ أو ثالث.

– بالنظر إلى خريطة منطقة آثار الجيزة نجد أن كل شيء واضح عليها، وأثريًا نجد أنه لا يوجد مكان يمكن أن يخصص لـ”أبو الهول” آخر، كما أن كل الأدلة الأثرية تشير إلى أن “أبو الهول” الحالي قد نُحت بعد اكتمال الطريق الصاعد الخاص بالملك خفرع، أي أنه يخص المجموعة الهرمية للملك خفرع.

‏- أكد حواس أن معلومة التقاط وكالة ناسا صورة لجسم حجري مواز لـ “أبو الهول” غير صحيحة، لأنه مُلِمّ بكل صورة التُقطت لـ”أبو الهول”، كما أن لديه سجلًا كاملًا لكل لقطة منذ الصورة الأولى للتمثال.