الإشاعة:
حينما درسنا في مادة العلوم عن نظرية الانفجار العظيم، وهي نظرية تُفسّر كيفيّة تطوّر الكون المُبكّر إلى ما هو عليه الآن، علاوة على أنها النموذج الأكثر قبولًا بين العلماء اليوم لكونه نموذجًا مدعومًا بالكثير من الأدلة، فقد تخيلنا أنه بالفعل حدث انفجارًا قام بتكوين المجرات والكواكب، ولكن هل هذا التصور صحيح علميًا؟
الحقيقة:
- الفكرة الرئيسيّة في نظرية الانفجار العظيم هي أنّ الكون في توسّع، مما يعني أنه في وقتٍ ما كانت كل المادة والفضاء (المكان والزمان نفسهما) متكدسَين في نقطةٍ ذات حرارة وكثافة عاليتَين جدًا.
- الانفجار العظيم ليس انفجارًا حقيقيًا كما يتخيله البعض، ولم يكن هناك مركزًا له ولم يوجد حطام متجمّع في الأطراف في الفضاء المحيط، بل لم يكن هناك فضاء، ولكن الواقع هو تمدّد الفضاء نفسه (نسيج الزمكان) من كل نقطة، يمكن تخيّل هذا (مع أنه تمثيل ثنائي الأبعاد) كبالون ملزوق على سطحها قِطَع ورقيّة، ويتمّ نفخها، ثم مع تمدد البالون، تبتعد قطع الأوراق عن بعضها البعض، والتمدد يحدث في كل الاتجاهات وبدون مركز.
- فهذا التّمدد كان أسرع على الأقل مليون مرة من أي إنفجار نووي، وبدرجة حرارة أكثر بكثير من قلب النجوم في الكون (درجة حرارة الكون في أقل من جزء من الثانية كانت أكثر من 1000 تريليون درجة مئوية).
-أحدث التّقديرات تقول أن الكون بدأ منذ 13.82 مليار عام. الأدلة ترتكز على ثلاث ملاحظات؛
(1) بأنّ الكون لازال يتمدد اليوم.
(2) إشعاع الخلفيّة الكونيّة الميكروي.
(3) توقّع نسبة وفرة العناصر في الكون بدقة كبيرة، كما يمكننا إضافة الاكتشاف الأخير لموجات الجاذبيّة من الإنفجار العظيم كدليل قوي، والتي ستتأكّد العام المقبل من قِبل تيليسكوب بلانك. - يُذكر أن تاريخ النظرية يرجع إلى أنه في عام 1927، افترض عالم الفيزياء والقِسّيس الكاثوليكي جورج لوميتر ما يُعرف الآن بنظرية الإنفجار العظيم، ولومتر هو أول من افترض هذا النموذج، مع أنّ أينشتاين كان يمكنه أن يتوقّع تمدد الكون من نظرياته عام 1915. كان الاعتقاد الشائع أيام لومتر أنّ الكون ثابت لا يتمدّد، ولكن ملاحظات “إدوين هابل” بتليسكوبه كانت تثبت عكس ذلك، إذْ كان يلاحظ ابتعاد المجرات عنّا.