in

إشاعة: نابليون بونابرت كان قصير القامة

الإشاعة:

رغم اكتساب نابليون بونابرت شهرة ومكانة واسعتين بفضل مهاراته العسكرية وحنكته في التخطيط، فإن اسمه مازال لصيقًا في أذهان كثيرين بسمةٍ أخرى وهي قصر قامته، وقد أُطلق لفظ متلازمة الرجل القصير -المعروفة أيضًا باسم عقدة نابليون- نسبةً إلى نابليون بونابرت، كما أطلقوا عليه أيضا لقب العريف الصغير، حيث زعم الكثيرون أنّ حملات بونابرت العسكرية وغزواته الأوروبية لم تكن إلا شكلاً من أشكال هذا التعويض عن عيبه الخلقي المتمثّل في قصر قامته. وهنا يأتي السؤال، هل كان بونابرت قصير القامة فعلا؟!

الحقيقة:

– قالت ثلاثة مصادر فرنسية، خادم نابيلون “كونستانت”، والجنرال جورجود، وطبيبه الشخصي فرانشيسكو أنتومارتشي، أن طول نابليون كان يزيد قليلاً عن 5 أقدام والتي تساوي حوالي 1.69 مترًا، أي أن نابليون كان متوسط الطول.

– توضح المصادر التاريخية أن أسطورة قصر قامة نابليون انتشرت بسبب قيام رسام الكاريكاتير البريطاني جيمس جيلراي برسم صورة للجنرال الفرنسي وهو قصير القامة، كنوع من أنواع الإهانة، وكانت هذه الصورة شائعة جدًا ومؤثرة لدرجة أن نابليون قال في نهاية حياته: “إن جيلراي فعل أكثر مما فعلته كل جيوش أوروبا لإسقاطي”.

– يعتقد باحثون ومؤرخون أن هذا الالتباس ناتج عن خطأ حسابي سببه الاختلافات بين وحدات القياس الفرنسية والإنجليزية، فلدي تشريح جثّة نابليون على يد طبيبه الفرنسي فرانسيسكو أوتومارشي، وبعد موافقة أطباء بريطانيين على التشريح، سُجّل طول نابليون على أنّه خمسة أقدام وإنشين 1.57 مترًا، الأمر الذي يرجّح أنّ يكون مصدر الالتباس، فالإنش الفرنسي في القرن التاسع عشر كان يبلغ 2.71 سنتيمترًا، أي أطول بقليل من الإنش البريطاني البالغ حينها 2.54 سنتيمترًا.

– إذا اعتمدنا وحدات القياس الحالية، فسنجد أن طول قامة نابليون يبلغ نحو 5أقدام و7 إنشات أي ما يقارب الـ 1.70 مترًا، وهذا كان يعتبر معدّلا طبيعيًا جدًا لدى الفرنسيين في تلك الحقبة، لأنّ متوسط طول الرجل آنذاك كان 5 أقدام و5 إنشات.

– أمّا بالنسبة إلى لقب “العرّيف الصغير” الذي اشتهر به نابليون، فلم يُنسب إليه لحجمه الصغير كما يُعتقد، ولكن لأنّ رتبته كانت ماتزال منخفضة في الجيش قبل أن يذيع صيته إثر معركة “لودي” عام 1976، التي شكّلت منعطفًا في مسيرته وساعدت، حسب قوله، على إقناعه بأنّه متفوّقٌ على باقي الجنرالات.