الإشاعة:
تم إعدام الملكة ماري أنطوانيت زوجة لويس السادس عشر ملك فرنسا بتهمة الخيانة منذ قرنين، وأشهر ما يُعرف عنها هي مقولة “إذا لم يكن هناك خبز للفقراء، دعهم يأكلون الكعك”، وذلك عندما علمت بانتشار المجاعة وتفشي الفقر بين الفرنسيين وعدم قدرتهم على شراء الخبز، فهل فعلًا ماري انطوانيت صاحبة هذه المقولة؟
الحقيقة:
- أشارت المصادر التاريخية إلى أنه لا يوجد دليل على قول ماري انطوانيت لهذه العبارة، وأن الذى ذكر هذه العبارة هو الكاتب والأديب والفيلسوف الجنيفى جان جاك روسو في كتابه “الاعتراف” الذى كان عبارة عن سيرة ذاتية من تأليفه، ولم يذكر اسم النبيلة التي قالتها.
- أتم جان جاك روسو كتابة هذه السيرة في حدود العام 1767 ونشره عام 1782، وأثناء فترة إتمام كتابة هذه السيرة، لم يتجاوز سن ماري أنطوانيت 12 عاما وكانت لا تزال حينها بفيينا.
- نسب جان جاك روسو هذه العبارة “دعهم يأكلون البريوش” لملكة عظيمة دون أن يحدد اسمها بشكل واضح، والبريوش هو نوع من الخبز الفرنسي الفاخر الذى يصنع أساسا اعتمادا على الدقيق والبيض والزبدة.
- أثناء القرون التالية، اختلف العديد من المؤرخين حول هذه الملكة واتجه بعضهم للحديث عن الأميرة الإسبانية ماريا تيريزا زوجة ملك فرنسا لويس الرابع عشر وملكة فرنسا ما بين عامي 1660 و1683.
- كان الكاتب الفرنسى جان باتيست ألفونس أبرز من نفى هذه القصة، فمن خلال ما كتبه بجريدة عام 1843، تحدث كار عن عثوره على عبارات “دعهم يأكلون البريوش” بكتاب يعود لعام 1760 حيث كان عمر ماري أنطوانيت حينها 5 سنوات فقط.
- تم تداول هذه العبارات التي ربطت بين الفقراء والكعك منذ قرون بمختلف أرجاء أوروبا فبرزت قصص مشابهة لها بمناطق عدة كإسبانيا وإنجلترا وروسيا.
- خلال القرن السادس عشر، ظهرت بالمناطق الألمانية حكاية شعبية تداولها كثيرون عن تساؤل إحدى النبيلات الألمانيات عن سبب جوع الفلاحين الفقراء واعتمادها لعبارات “لماذا لا يأكل الفقراء الكروسيم” والذى كان نوعا من الخبز، حلو المذاق، شبيه بالبريوش الفرنسي.
- قال بعض المؤرخين أن هذه العبارات قد ارتبطت بشخصية ماري أنطوانيت من قبل عدد من الأشخاص في زمن الثورة الفرنسية لتشويه الملكة وشحن المزيد من الكراهية والغضب الشعبي تجاهها.