الإشاعة:
كم مرة كنت في إحدى الجلسات وسط الأحاديث، وفجأة قام أحدهم بالنقر على الخشب، مرددًا عبارة (امسك الخشب)؟! إنه اعتقاد سائد عند كثيرين أن النقر على الخشب ولمسه يحمي من الحسد، ويمنع وقوع المصائب عند الحديث عن النعم، لكن هل هذا حقًا اعتقاد صحيح؟!
الحقيقة:
– يعتمد هذا السلوك على معتقد خرافي لحماية الشخص من الشر أو الشيطان، فالبعض يقول إن أصل هذه الجملة يعود إلى زمن الرومان الذين كانوا يعتقدون أن آلهتهم تعيش في الغابات وبالأخص في الشجر، وأن مسك الخشب أو الدق عليه تقربهم من تلك الإلهة وتباركهم وتحميهم من الشر أو الحسد.
– هناك تفسير آخر يقول إن هناك من كان يعتقد بأن الأرواح تعيش في نبات اسمه “حورية الغابة “Dryads، وإن الدق على الخشب يمنع تلك الأرواح من سماع الجملة التي قيلت فلا تتدخل لتعكس الخير إلى شر، وهناك بعض الشعوب (مثل الألمان والدانماركيين) ينقرون أسفل خشب الأثاث وليس على السطح لاعتقادهم أن أسفل الخشب هو أكثر نقاءً من السطح المصبوغ أو المغطى أوالمستعمل، أو لأنهم يرون أن النقر على أسفل الخشب أسلم من النقر من فوق، كي لا تأتي النقرة على رأس الأرواح التي تسكن الأشجار فتغضب من الناقر.
– إذن فإن النقر على الخشب أو الإمساك به يعتمد على معتقد خرافي قديم بالتبرك بالخشب لتجنب الشر أو حماية النفس من ضربة عين أو من الحسد، وهي عادة تقال عند ذكر شيء إيجابي أو جميل كي لا تتدخل الأرواح الشريرة لإفساد الخير.