in

إشاعة: بنجامين فرانكلين أول من اكتشف الكهرباء

الإشاعة:

اكتسب العالم الأمريكي بنجامين فرانكلين شهرة واسعة من الاعتقاد بأنه أول من اكتشف الكهرباء، ولكن هل هذه هي الحقيقة بالفعل؟

الحقيقة:

– لقد اكتشف الإنسان وجود الكهرباء لأول مرة في القرن الخامس قبل الميلاد، وكان ذلك في عصر الحضارة الإغريقية؛ حيث لاحظوا أن مادة الكهرمان تولد قوة جذب للأجسام الخفيفة عند احتكاكها بالصوف، وبقِيت هذه الظاهرة موضع اهتمام من قِبل الباحثين والعلماء، ثم جاء الفيلسوف اليوناني طاليس الملطي، الذي يُعد أول من درس الكهرباء، وقدم تفسيرات واضحة لها من خلال تجربة احتكاك حجر الكهرمان بالفراء، وأشار إلى قدرة الحجر على جذب الريش والغبار والمواد الأخرى ذات الأوزان الخفيفة، فأَطلَق على مادة الكهرمان اسم “الراتنجي” والتي تعني باللغة الإغريقية الكهرباء، حيث تعد هذه التجربة أولى التجارب مع الكهرباء الساكنة.

– طرح وليام جيلبرت، طبيب الملكة إليزابيث الأولى في إنجلترا، موضوع الكهرباء ضمن أطروحته المكتوبة باللاتينيّة، وقد وضع العالم في هذا الكتاب خلاصة تجاربه وأبحاثه المتعلّقة بالمغناطيسيّة والكهرباء، وابتكر جيلبرت الذي يُسمّى “أبو الكهرباء الحديثة” كلمة Electricus، وهي المرادف اللاتيني لكلمة “كهرمان” لوصف القوى التي تظهر في المواد عند احتكاكها ببعضها البعض، وقد ظهرت الكلمة Electricity لأول مرة بعد ذلك بعدة سنوات عندما استخدمها العالم الإنجليزي توماس براون في كتبه التي ألّفها بعد دراسته لأبحاث جيلبرت.

– من العلماء الآخرين الذين ساهموا في تطوير الكهرباء خلال هذه الفترة، العالم أوتو فون جيريكه، والذي اخترع عام 1660م ماكينة لتوليد الكهرباء السّاكنة، وكذلك العالم تشارل دي كولوم الذي اكتشف القانون المتعلق بقوى الجذب بين الجسيمات المكهربة.

– بعد هؤلاء، قام العالم الأمريكي بنجامين فرانكلين بابتكار مفهوم الكهرباء الموجبة والأخرى السالبة، بناءً على ما تُسببه الأجسام المشحونة بالكهرباء من الجَذْب أو التنافر، وبذلك استطاع تقسيم الشحنات الكهربائيّة إلى شحنات موجبة وأخرى سالبة، حيث أجرى تجربته الشّهيرة التي استخدم فيها طائرة ورقيّة، ومفتاحًا مربوطًا بها أثناء هبوب عاصفة رعدية، وتمكّن خلالها من إثبات فقط أنّ هناك علاقة بين البرق والكهرباء.

وبذلك، يتضح أن فرانكلين لم يكتشف الكهرباء في حد ذاتها، ولكنه كان مساهمًا شديد الأهمية في تطوير هذا الاكتشاف وتمهيد الطريق لعلماء كثيرين جاؤوا من بعده.