الإشاعة:
“أراد الحاكم بأمر الله أن يهدم دير سانت كاترين، ولكن الرهبان أخبروه أن به جامع وقاموا ببناء الجامع بسرعة داخل الدير لحمايتها”! هي قصة يتم تداولها حول أسباب بناء جامع الوادي المقدس “طوى” داخل دير سانت كاترين، فهل هذه القصة حقيقية؟!
الحقيقة:
- قال خبراء الآثار إن الأدلة الأثرية الدامغة تكذب كل هذه الافتراءات وتؤكد أن الجامع لم يبن أصلا في عهد الحاكم بأمر الله، بل بُني في عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله عام 500 هـجري 1106ميلادي.
- أوضح الخبراء أن الدليل الأثري على كذب الرواية المزعومة هو وجود كرسي شمعدان من الخشب داخل الجامع عليه نص كتابي من عهد الإنشاء فيه اسم منشئ الجامع، وهو أبي المنصور أنوشتكين الأمري نسبة إلى الخليفة الآمر بأحكام الله الذي بنى هذا الجامع وثلاثة جوامع أخرى أحدهم فوق جبل موسى موجود حتى الآن على ارتفاع 2242 مترا فوق مستوى سطح البحر، والآخران بوادي فيران أحدهما فوق جبل الطاحونة بوادي فيران على ارتفاع 886م فوق مستوى سطح البحر.
- أكد الخبراء أن شدة الانبهار بهذه الظاهرة دعت بعضهم لنسج حكايات خرافية حول بناء الجامع كلها مغالطات تاريخية ليقللوا من شأن هذا التسامح، وهي ربط بناء الجامع بحادثة تعد على الدير ليس لها أي أساس تاريخي أو أثري.
- أضاف خبراء الآثار أنه قد تم نقل هذا الكلام من أحاديث متواترة دون أن يتحقق من الأصل، وقيل إنها موجودة بكتاب بمكتبة الدير يسمى (تاريخ السنين في أخبار الرهبان والقديسين)، وهذا الكتاب ليس له وجود لا في مكتبة الدير ولا في أي مكان آخر، أي أن الأصل الذي نقل عنه الجميع غير موجود من الأساس.
- أكد خبراء الآثار أن مؤرخي الغرب من المسيحيين أثناء رحلتهم المقدسة إلى القدس عبر دير سانت كاترين شاهدوا الجامع، وأبدوا عظيم إعجابهم بالتسامح بين الأديان في مصر ومنهم ليوناردو فرسكوي الدي الذي زار الدير عام 1384 ميلاديا.