الإشاعة:
“وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ .. خلقتَ مبرءاً منْ كلّ عيبٍ كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ”. لقد اعتاد المسلمون من مختلف المذاهب التعبير عن حبهم للنبي محمد (صل الله عليه وسلم) بطرق عدة على مر العصور، سواء بالشعر أو المديح أو الغناء، تأملًا في سيرته العطرة وخلقه الطيب، لكن هناك من يحرمون هذا المديح مفسرين ذلك بأنه بدعة محرّمة، فما حقيقة ذلك الأمر؟
الحقيقة:
– قالت دار الإفتاء في إحدى فتاواها: مَدْحُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم دليلٌ على مَحبَّته، وهذه المحبَّة التي تُعَدُّ أصلًا من أصول الإيمان؛ فقد قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [التوبة: 24]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ» رواه البخاري.
– أضافت دار الإفتاء أن المديح النبوي هو الشِّعْرُ الذي ينصَبُّ على مدح النبي محمد بتعداد صفاته الخَلْقِيَّة والخُلُقِيَّة، وإظهار الشَّوْق لِرُؤيته، وزيارة قبره والأماكن المقدسة التي ترتبط بحياته، مع ذِكْرِ مُعْجِزَاته المادية والمعنوية، ونظم سيرته شعرًا، والإشادة بغزواته وصفاته الْمُثلى، والصلاة عليه تقديرًا وتعظيمًا، فهو شعر صادق بعيد عن التزلُّف والتكسُّب، ويُرْجَى به التقرب إلى الله عز وجل، ومهما وصفه الواصفون، فلن يُوَفُّوه حقَّه؛ ولا مراء في أنَّ هذا ممَّا تقرّه وتدين به الأمة كلها.
– أوضحت دار الإفتاء أن المديح النبوي لم يقتصر على فئةٍ أو مذهب أو جماعة من المسلمين؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أرسله الله تعالى للناس كافة.