in

إشاعة: الفرنسي ديليسبس حصل على حق امتياز قناة السويس مقابل “طبق مكرونة”

الإشاعة:

صارت منصات التواصل الاجتماعي تعتمد على كل ما هو غريب ومثير من قصص لتحقيق نسبة عالية من المشاهدات حتى لو كانت القصة لا تمت للواقع بأي صلة. ومن ضمن هذه القصص التي كثر تناولها أن الخديوي سعيد قد منح الفرنسي ديليسبس إذن حفر قناة السويس وحق امتيازها لمدة ٩٩ سنة، بعد أن قدم ديليسبس له طبق مكرونة شهي، ولكن هل من الممكن تصديق مثل هذه القصة؟!

الحقيقة:

– لم يحصل فرديناند ديليسبس على حق امتياز قناة السويس من الخديوي سعيد مقابل طبق مكرونة، ولكن الاثنين كانت تجمعهما صداقة قوية، لذلك عرض ديليسبس على صديقه مشروع ربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر من خلال إنشاء قناة للملاحة البحرية.

– ذكرت المصادر التاريخية أن مزاعم حصول ديليسبس على حق امتياز قناة السويس مقابل طبق مكرونة تم تداولها بسبب اتباع الخديوي سعيد في صغره نظام غذائي قاسي، مما جعل صديقه ديليسبس يحرص على منحه أطباق المكرونة الشهية في سرية تامة دون علم من والده محمـد علي باشا، مما جعل البعض يربط فكرة المكرونة بإمضاء سعيد باشا على امتياز حفر القناة.

– أكد ديليسبس في مذكراته أن سعيد لم يبدي رأيا في إنشاء القناة إلا بعد اجتماعه بجنوده وحاشيته الذين أثنوا على الفكرة.

– إن الموافقة التي حصل عليها ديليسبس من والي مصر، احتاجت نحو خمس سنوات من التحضيرات، والألاعيب بينها الحصول على موافقة الباب العالي بمناورات سياسية كانت باريس له فيها ظهيرا ونصيرا، وذلك قبل ضرب أول معول لحفر قناة السويس في 25 إبريل 1859.

– ذكرت صفحات التاريخ عن تلك الفترة المظلمة أن علاقة سعيد باشا بديليسبس ترجع للطفولة حيث كان سعيد في صباه سمين الجسم، مولعا بالأطعمة خاصة الدسمة، وكان والده محمـد علي باشا يكره السمنة ويفضل أن يكون جسم ابنه كأجسام أهل الرياضة.

– أصدر محمـد علي باشا أوامر مشددة بأن يقضي البرنس سعيد كل يوم ساعتين في ممارسة الرياضة وبالتحديد عليه أن يتسلق صاري أحد المراكب الراسية على ضفاف النيل، ثم يقفز من الصاري إلى الماء ليسبح حتى يصل إلى البر ثم يعدو بعدها لفترة حول أسوار المدينة.

– كذلك أمره بالالتزام بنظام غذائي بسيط للمحافظة على وزنه ومنعه كذلك من زيارة أي منزل من منازل العامة فيما عدا منزل “ماثيو ديليسبس” الفرنسي الذي كان يشرف على تعليمه، وكان لماثيو ابن هو “فرديناند ديليسبس” الذي سرعان ما جمعت الصداقة بينه وبين الأمير، وخاصة أن كليهما كان شغوفًا بأكل المكرونة.