الإشاعة:
يعتقد كثيرون أن عملهم لمدة طويلة بلا إجازة يزيد من دافعيتهم وشعورهم بالإنجاز، ويعتقد في ذلك أيضًا بعض المديرين بشأن أنفسهم وموظفيهم، لكن هل حقًا الانغماس في العمل المتواصل بلا إجازة يؤثر بشكل إيجابي على جودة أداء الموظفين؟!
الحقيقة:
– أكدت الدراسات أن المبالغة في الاهتمام بمهام العمل قد يدفع الشخص إلى الدخول في مرحلة الاحتراق الوظيفي، ومن أعراض الاحتراق الوظيفي: آلام الظهر والاكتئاب وأمراض القلب أو السمنة، ارتكاب الأخطاء الساذجة، نسيان الأشياء المهمة وإبداء انفعالات متطرفة، الإجهاد والانطواء والهروب من المسؤوليات، التصرف بتهور لا سيما مع الناس خارج العمل، التحول إلى شخص سلبي والشعور بعدم الرضا، وفقدان الدافع لمواصلة الإنتاج.
– الإجازة من العمل ضرورية لتلافي المضاعفات النفسية والجسدية لأشهر من المهام المتواصلة، والاستعداد لانطلاقة جديدة عقب فترة من الإجهاد والتعب.
– أكد أخصائيون نفسيون أن الإجازة ليست رفاهية، بل ضرورة بشرية يحتاجها الجسم والعقل للتعافي مجددًا والانطلاق من جديد، مشددا على أهمية التخطيط للإجازة من العمل، ووجود النية والعمل على أن يكون وقت العمل للعمل ووقت الإجازة للإجازة.
– أوضحت الدراسات مجموعة من العلامات التي تدل على الحاجة إلى الإجازة منها التفكير بشكل متواصل بالعمل لكن مع صعوبة في التركيز خلال الدوام، ووجود مشاكل في النوم التي تنبئ بالحاجة إلى الراحة ويؤثر تجاهلها على جودة العمل وزيادة التوتر، وكذلك فقدان الاندفاع الذي يحل محلّه شعور بأن المرء مضطر للقيام بعمله ولا رغبة له في ذلك.
– تشكل العلاقات الاجتماعية والعائلية مؤشرًا على الحاجة إلى أخذ إجازة من العمل، ولا سيما إذا ما تراجعت وباتت تعاني بسبب تفويت الكثير من المناسبات والارتباطات، أو بسبب مزاج الموظف السيئ الذي يؤدي إلى شعور أحبته بالتوتر.
– أشارت الأبحاث إلى انعكاس الإجازات المنتظمة على صحة المرء الذي يكون أقل توترًا وأقل عرضة للاكتئاب وأكثر نشاطًا بدنيًا وراحة، ما يقلل من خطر إصابته بأمراض القلب.
– تساعد الإجازات المخصصة لقضاء الوقت مع العائلة والتواصل مع أفرادها وخوض تجارب جديدة معًا في تقوية الروابط الأسرية.
– كشفت الأبحاث أن هناك علاقة مباشرة بين الإجازة والرضا الزوجي، اللذين يزدادان بشكل متواز.
– تسهم الإجازة من العمل أيضا في إعادة شحن الموظف ليعود إلى مهامه بطاقة وهمة عاليتين، وبالتالي إنتاجية أفضل.
– قالت الابحاث أيضا أن أولئك الذين يأخذون إجازة لمدة 10 أيام أو أكثر ينجحون بشكل أفضل في عملهم، ما يعني احتمالًا أكبر بنسبة 30% لحصولهم على مكافأة أو زيادة في الراتب.
– تسهم التجارب الجديدة في الإجازة في تعزيز المرونة العصبية للدماغ، والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات طويلة المدى على القدرة على الابتكار.
– لتحقيق الغايات المرجوة من الإجازة من العمل، ينصح المتخصّصون بالتخطيط الجيد والمسبق لها لتسير على أفضل ما يرام، وكذلك ضمان تسيير العمل أثناء غياب الموظف ولدى عودته.
– أشار كين ييجر، مدير برنامج الإجهاد والصدمات والمرونة في مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو الأمريكية، إلى بعض الأشياء المهمّة التي تُعد جزءًا من التخطيط للإجازة من العمل، ومن هذه الأشياء التأكد من توكيل مهام الموظف المعتادة إلى أشخاص آخرين فلا يقلق عليها أثناء غيابه، وترك رد واضح على البريد لإلكتروني لمن يتصلون به خلال الإجازة مع تحديد فترة غيابه ومع من يمكنهم التواصل بدلًا منه، وبينما يعتبر ييجر أنه من الأفضل عدم التحقق من البريد الإلكتروني أثناء الإجازة، إلا أنه يلفت إلى أنه يمكن لمن يجعله ذلك يشعر بالقلق، تخصيص نصف ساعة كل صباح لهذا الأمر.