الإشاعة:
حينما يقوم أحدهم بالتقاط صورة فوتوغرافية لك تجد أن من في الصورة ليس ذلك الشخص الذي تراه كل يوم في المرآة أو الذي تراه مصادفة في زجاج النوافذ وشاشات الكومبيوتر المعتمة!! مما رسخ فكرة أن الصور الفوتوغرافية تظهر شكلنا بطريقة مختلفة عن شكلنا الحقيقي، لكن هل هذه هي الحقيقة؟!
الحقيقة:
- الصور الفوتوغرافية تظهرنا بشكلنا الطبيعي، لكن شكلنا يبدو لنا مختلفًا لعدة أسباب:
- كل صورة نراها لأنفسنا هي “انعكاس” لنا بينما الصورة التي نراها في المرآة هي صورة “معكوسة” لنا، في الواقع الصورة المقلوبة أو المعكوسة هي الصورة التي اعتدت عليها وأحببتها طوال فترة حياتك، وعندما يقتنص أحدهم صورة لك فأنت في الواقع ترى خصائصك وخصالك معكوسة بالشكل الصحيح، ولأن الوجوه في الغالب غير متماثلة يصاب دماغك بالفزع لعدم إدراكه لحقيقة ذلك الاختلاف.
- الكاميرا سواء المستخدمة في التقاط الصور أو الفيديو تظهرنا بشكل مختلف وغريب، وذلك لأن عدسة الكاميرا تعمل بطريقة مختلفة عن عدسة العين البشرية. وهناك شيء آخر دائمًا ننساه وهو أنه لا يوجد طريقة موضوعية تبدو بها الأشياء، الأمر كله يعتمد على طريقة العين أو الآلة لمعالجة الضوء المنعكس، انت تبدو غريبًا عبر عدسة الكاميرا ولكنك ستلاحظ أنك تبدو أغرب لو تمكنت من النظر لنفسك عبر عيني قطة مثلاً.
يجب أيضاً ان تضع في اعتبارك أن عدسة الكاميرا لا تعمل فقط بطريقة مختلفة عن عدسة العين وإنما عدسات الكاميرات المختلفة تعمل بطرق مختلفة أيضاً، فالعدسات المقربة، على سبيل المثال، تقلل المسافة بين العدسة وبين الشيء الذي يتم تصويره، ولا تتأثر الأشياء أو العناصر الثابتة كثيرًا بهذا الأمر، ولكن قد يتأثر مظهر الإنسان كثيرًا عندما تعمل العدسة على تقليص المسافة بين أنفه وأذنيه فتظهر ملامحة أكثر توازنًا واتساقًا. وقد تؤدي عدسات أخرى للعكس تماماً فتظهر بشكل أعرض من الواقع وقد تبدو سميناً أيضاً، حتّى طولك قد يتأثر تماماً بنوع العدسة المستخدمة في التقاط صورتك. - هناك أيضًا عامل مهم جدًا ومؤثر وهو الإضاءة والتي تؤثر بشكل كبير جدًا على ملامحك ومظهرك.
- الخلاصة أنه من غير المستبعد أن تبدو في الصور أفضل أو أسوأ مما تبدو عليه في الواقع، وقد يكون من المستحيل عليك أنت شخصيًا أن تدرك أي الحالتين تمثلها الصورة التي أمامك، لأن كل مظهر تبدو به يعد غير موضوعي ولا يمكن منطقيًا اعتبار أن أحدهم هو مظهرك أو شكلك الحقيقي.