in

إشاعة: الحزن له 5 مراحل يجب المرور بها للوصول إلى التعافي

الإشاعة:

“الإنكار، الغضب، المساومة، الاكتئاب، وأخيرًا القبول”.. مراحل الحزن الخمسة التي أخبرونا أنه يجب أن نمر بها عندما يحدث لنا أمر سيء حتى نصل إلى التعافي، الأمر الذي أصبح مع الوقت يُتخذ كمرجعية بدون أي تحقق أو تدقيق، تُرى هل حقًا هناك خمس مراحل للحزن؟!

الحقيقة:

– تم إدخال مراحل الحزن هذه إلى الثقافة الشعبية عن طريق الطبيبة النفسية السويسرية إليزابيث كوبلر- روس Elisabeth Kubler-Ross في ستينيات القرن الماضي معتمدةً على دراساتها للحالة العاطفية للمرضى المحتضرين.

– أوضحت الدراسات أنه لا يوجد أي دليلٍ واضح على أن أغلب الناس يمرون بهذه المراحل في أغلب الوقت وبهذا الترتيب أو بترتيب آخر مختلف، كما أنه لا يجب تسمية هذه المشاعر بالمراحل.

– قال راسل ب. فريدمان، المدير التنفيذي لمؤسسة التعافي من الحزن في منطقة شيرمان أوكس في كاليفورنيا، أن الدراسات العلمية قد فشلت بشكل واضح في تقديم أي دعم لفكرة وجود تسلسل واضح لمراحل عاطفية للتكيف مع الخسارة كما فشلت بتحديد أي نقطة نهاية واضحة للحزن يمكن أن تُسمى الشفاء.

– أفاد علماء نفس أن الرغبة الإنسانية الشديدة في اختصار الأمور المعقدة في الحياة إلى مراحل بسيطة، ربما هي السبب في تداول معلومة أن هناك 5 مراحل للحزن.

– أوضحت الدراسات أن من أسباب رغبتنا في تقسيم الأمور المعقدة في الحياة إلى مراحل بسيطة، هي أننا نحب سرد القصص ونبحث عن نمط منتظم في محاولة لفهم عالم فوضوي وغير متوقع، حيث تعمل نظرية المراحل بطريقة مماثلة للحدس المهني في تصنيف الأنواع أو لمخطط سلسلة التطور، كما أن المراحل تتناسب تمامًا مع التسلسل التاريخي وتساهم بوضع أنماط سردية للقصص.

– قالت كارول تافريس، عالمة النفس الاجتماعي، إن إحدى الأمور المحببة في نظريات المراحل أنها تخبر قصة تعطينا سردًا يمكننا أن نعيش على غراره، “أنت تشعر بهذا الآن لكن قريبًا ستشعر بأمر آخر”.

– أوضحت تافريس أن هناك الكثير من العمل حول أهمية سرد القصص في علم النفس المعرفي كما في العلاج النفسي السردي، حيث يُحول بعض المعالجين هذه الفكرة إلى حقيقة ويساعدون المرضى على تحويل سرد سلبي وانهزامي “انظر إلى كل ما عانيت منه”، إلى سرد إيجابي “لم أنجو فقط بل انتصرت”.

– أضافت تافريس أن نظريات المراحل تعكس هذه الأوقات التي كان يعيش فيها الناس حياتهم بشكلٍ متوقع: يتزوجون بسن مبكر، ينجبون الأطفال وهم مازالوا صغارًا في العمر ثم يعملون، بعدها قد يمرون بأزمة منتصف العمر، بعدها التقاعد، بعدها الموت، لكن نظريات الطرق هذه قد اندثرت مع التغيرات في الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي ضربت بإمكانية توقع حياتنا بعرض الحائط.

– أكدت عالمة النفس الاجتماعي أن هذه النظريات تفرض ذنبًا وضغطًا على الناس الذين لا يحسون بالمشاعر التي يظنون أنه يجب أن يشعروا بها بسبب هذه النظريات، لهذا السبب فإن الأشخاص الذين يمرون بأي نوع من العلاج النفسي يتبنى فكرة المراحل الحتمية يجب أن يكونوا شكاكين وحذرين، حيث قد تكون المراحل قصصًا حقيقية لمن يروي القصة لكن هذا لا يجعلها حقيقية بالنسبة للعلم.