الإشاعة:
أخبرونا في الصغر أن الجمل من أكثر المخلوقات تحملًا للعطش ودرجة الحرارة العالية، لذلك سُمي بـ “سفينة الصحراء”، وبسبب شكل سنامه غير المألوف في بقية الكائنات الحية، ظننا أن السنام هي المكان الذي يقوم الجمل فيه بتخزين المياه، لكن هل هذا صحيح علميًا؟!
الحقيقة:
– على الرغم من أن الإبل لديها حيل لتحقيق أقصى استفادة من المياه التي تجدها، إلا أن حدباتها ليست واحدة منها، كون مهمتها تكمن في تخزين الدهون.
– يقوم الجمل بتخزين الدهون المتحولة من فائض غذائه في السنام، فعندما يبقى الجمل لفترات طويلة دون طعام، فإنه يستخدم الدهون الموجودة في السنام لتزويد نفسه بالطاقة اللازمة التي يحتاجها، وكلما زادت مدة بقائه دون طعام لفترات أطول قل التحدب الموجود بالسنام؛ نظراً لاستهلاك الدهون الموجودة فيه.
– قال ريك شوارتز، مشرف رعاية الحيوانات والمتحدث الوطني في حديقة حيوان سان دييجو، إنه عندما يتوفر الطعام، تأكل الإبل سعرات حرارية كافية لبناء حدباتها حتى تتمكن من البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة من الوقت عندما يكون الطعام نادرا.
– أشار شوارتز إلى أنه مع وجود حدبة ممتلئة يمكن للجمل أن يستمر لمدة أربعة أو حتى خمسة أشهر دون طعام، وأضاف أنه عندما تستهلك الإبل دهونها، فإن حدباتها الفارغة تتخبط مثل البالون المفرغ من الهواء حتى تأكل ما يكفي لتضخيمها مرة أخرى.
– لا تولد صغار الإبل بهذه الرواسب الدهنية ولا تنمو لديها أثناء الرضاعة، وتبدأ الإبل الصغيرة في الفطام عندما تبلغ من العمر 4 إلى 6 أشهر، و تبدأ الحدبات الخاصة بها في التكون عندما يكون عمرها 10 أشهر إلى عام.
– هناك نوعان من الإبل: الجمل ذو السنامين والذي يعيش في أجزاء من غرب الصين وآسيا الوسطى، ولديه حدبتان، والجمل العربي الأكثر شيوعا ولديه حدبة واحدة فقط، ولكن الحدبة الإضافية لا تسمح للجمل ذي السنامين بالعيش لفترة أطول دون طعام.
– يحتاج الجمل العربي إلى طرق أخرى للتعامل مع ندرة المياه، حيث يمكن للإبل أن تشرب ما يصل إلى 114 لترا من الماء مرة واحدة، وتخرج البراز الجاف للاحتفاظ بالمياه، وتزيل كليتها بكفاءة السموم من الماء في الجسم حتى تتمكن من الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن.
– هذه القدرة المذهلة على التعامل مع كميات أقل من المياه، هي على الأرجح سبب ظهور الأسطورة القائلة بأنه إذا استمرت الإبل لفترة طويلة من دون ماء، فلا بد أنها تخزن المياه في الحدبات (السنام).