الإشاعة:
كثيرا ما يتداول البعض أقاويل تفيد بتحريم الشريعة الإسلامية للاستماع إلى الأغاني، وتدعو الناس للتوقف عن ذلك، بدعوى أنه من الذنوب وقد تأثر واستجاب البعض لهذه الدعوات، فهل حقًا يحرم الإسلام الاستماع إلى الأغاني؟!
الحقيقة:
- أكدت دار الإفتاء المصرية أن الأغاني والموسيقى منها ما هو مُبَاحٌ سماعه ومنها ما هو مُحَرَّمٌ؛ وذلك لأن الغناء كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح.
- الموسيقى والغناء المباح: ما كان دينيًّا أو وطنيًّا أو كان إظهارًا للسرور والفرح في الأعياد والمناسبات، مع مراعاة عدم اختلاط الرجال بالنساء، وأن تكون الأغاني خاليةً من الفُحْشِ والفجور، وألا تشمل على محرم؛ كالخمر والخلاعة، وألا يكون محركًا للغرائز أو مثيرًا للشهوات، وأن تكون المعاني التي يتضمنها الغناء عفيفة وشريفة.
- أما الموسيقى والأغاني المحرمة: فهي التي تلهي عن ذكر الله تعالى، وتتضمن أشياء منكرة ومحظورة، مثل: أن تكون باعثة على تحريك الغرائز والشهوات، أو يختلط فيها الرجال بالنساء أو يكون صوت المغني فيه تخنث وتكسر وإثارة للفتن أو تسعى إلى تدمير الحياة والأخلاق.
- يجوز شرعًا الاستماع إلى الموسيقى بسائر أشكالها بشرط ألا يقارنها ما هو محرمٌ شرعًا كشرب الخمر أو الغناء الماجن، وبشرط ألَّا تكون مما يحرك الغرائز المحرمة ويبعث على الفسوق، وقد ورد في جوازها بهذه الشروط جملة من الآثار والروايات في كتب السنَّة ونُقُول الأئمة، حتى إن بعض الأئمة أفرد التصنيف بجوازها، وعلى ذلك يدل ظاهر النصوص القرآنية؛ كنحو قوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾ [الأعراف: 32]، وقوله تعالى في الآية التي بعدها: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ إلى آخر الآية الكريمة [الأعراف: 32-33].
- أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال: أحافظ على الصلاة المفروضة وأقيم الليل وأسمع أغاني.. فهل عليّ ذنب؟ قائلًا: لا يوجد مشكلة، فالغناء عبارة عن كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، ولم ينكر رسول الله الغناء إلا لو كان هجاءً محرمًا.
- أضاف وسام: “والموسيقى صوت، حسنه حسن، وقبيحه قبيح، فلهو الحديث الذي يضل عن سبيل الله، بمعنى القيام بالغناء والموسيقى عند قراءة القرآن بهدف الإضلال عن سبيل الله، وفي حالة السائلة فهي صوامة وقوامة وقارئة للقرآن، وتسمع الأغاني فلا يوجد مشكلة”.