الإشاعة:
تناقلت مواقع إلكترونية مؤخرا، صورة تظهر درجا يقود إلى مدخل سفلي بزعم أنه مكان سجن سيدنا يوسف عليه السلام في مصر، وأن هذا المكان موجود في قلعة صلاح الدين الأيوبي بمحافظة القاهرة.
الحقيقة:
نفت وزارة السياحة والآثار المصرية ما تم تداوله بشأن هذا الأمر، موضحة أن هذا المكان هو بئر، وقصته تعود إلى تكليف السلطان صلاح الدين الأيوبي وزيره بهاء الدين قراقوش ببنائه لإمداد القلعة بالمياه وقت الحصار.
وتقع البئر في أقصى الجهة الجنوبية الغربية من جامع الناصر محمد بن قلاوون، وعُرفت بـ”بئر يوسف” نسبة إلى اسم صلاح الدين (صلاح الدين يوسف بن أيوب). كذلك عُرفت باسم “بئر الحلزون” و”بئر القلعة”، ويرجع تاريخ حفرها إلى وقت بناء القلعة في الفترة من عام 572 ـ 589هـ / 1176 ـ 1193م.
وتتميز البئر بتصميم معماري خاص، يصل عمقه إلى 90 م تقريبًا، ويتكون من طابقين يلتف حولهما سلم حلزوني يضيق كلما اتجهنا للأسفل، وفي كل طابق ساقية كانت ترفع المياه منها بواسطة الدواب، وفتحت في جدرانه فتحات للإضاءة والتهوية.
فيما أكد الباحث والمؤرخ عبدالرحمن الفرماوي، أنه لا يوجد دليل على ارتباط هذه البئر أو هذا المكان بـ”سجن” سيدنا يوسف عندما كان في مصر.
وأوضح الفرماوي أن البشرية عرفت معظم الأنبياء عن طريق الكتب السماوية والإسرائيليات (الروايات التوراتية)، لافتا إلى أن النصوص الدينية لا توضح بشكل كامل أو تفصيلي الأماكن التي وقعت فيها الأحداث، وهو ما يظهر في مسألة سجن سيدنا يوسف، إذ عُرف أنه تم سجنه في أرض مصر، ولكن الموقع ذاته غير معروف.
وشدد الفرماوي على أن الزعم بوجود هذا المكان (سجن سيدنا يوسف) مجرد افتراض يتطلب تقديم أدلة تاريخية لتأكيده، وهو ما ينطبق على كل الأنبياء.