الإشاعة:
على مدار قرون عدة، اعتقد الكثيرون أن الملكة كليوباترا السابعة، آخر ملوك مصر في العصر البطلمي، قد توفيت نتيجة تعرضها للدغة ثعبان الكوبرا والذي كان مُخبأً في سلة تحتوي على ثمار التين، تُرى ما حقيقة ذلك؟
الحقيقة:
– شكك د. زاهي حواس، خبير علم المصريات ووزير الآثار الأسبق، في الرواية التي تقول إن كليوباترا قد انتحرت بسم ثعبان الكوبرا، مشيرا إلى أنه ليس هناك أي مصادر تاريخية أو أدلة تدعم صدق هذه الرواية.
– أوضح حواس أن الشاعر والكاتب الإنجليزي الشهير وليام شكسبير قد اختلق قصة انتحار كليوباترا بسم ثعبان الكوبرا للأغراض الدرامية فقط، ولإضافة بُعد عاطفي للقصة.
– طعن عدد آخر من خبراء علم المصريات، وخبراء في الثعابين، في مصداقية قصة حدوث ثلاث لدغات متعاقبة مميتة، والمقصود لدغة لكل من كليوباترا وخادمتيها.
– صرح الألماني كريستوف شيفر، مؤرخ السيرة الذاتية للملكة كليوباترا، أن كليوباترا لم تمت بسم ثعبان الكوبرا، حيث إن هذه الطريقة تستغرق وقتًا طويلًا وليست بالضرورة أن تكون مميتة، فضلًا عن أنها تسبب آلامًا كبيرة كما يمكنها أن تضر بجمال كليوباترا، مشيرًا إلى أنه من الصعب أن تمت ثلاث سيدات “كليوباترا وخادمتيها” بسُم نفس الثعبان.
– خلص شيفر إلى أن كليوباترا لم تمت متأثرة بسم ثعبان الكوبرا، وإنما نتيجة تسمم عقب تناولها لخليط من السموم يحتوي على الأفيون والأقونيط والشوكران.
– أشارت جويس تيلدسلي، خبيرة علم المصريات، وكذلك أندرو جراي، أمين قسم الزواحف بمتحف مانشستر البريطاني، إلى أن ثعبان الكوبرا كبير الحجم على إمكانية إخفائه بالطريقة التي نسجتها القصة، حيث يبلغ طول هذا الثعبان من 5 إلى 6 أقدام ويمكن أن ينمو ليصل طوله إلى 8 أقدام (2.5 متر).
– أوضح كل من جراي وتيلدسلي أنه حتى وإن حدث دس هذا الثعبان لكليوباترا، فليس من المرجح على الإطلاق أن يكون قد قتل كليوباترا ووصيفتيها بهذا التعاقب السريع، ليس فقط لأن الكوبرا كبير الحجم، بل لأن هناك احتمال قدره 10% فقط للموت من لدغة الثعبان، فمعظم اللدغات هي لدغات جافة لا يحدث فيها حقن للسم.
– فسر جراي وتيلدسلي أن هذا لا يعني أنها ليست خطيرة، فالسم يتسبب في حدوث موت مبكر لخلايا الجسم الحية، وسوف يقتل بالطبع ولكن ببطء، لذا من المستحيل الاستعانة بثعبان لقتل شخصين أو ثلاثة أشخاص الواحد تلو الآخر، فالثعابين تستخدم السم لحماية نفسها وفي الصيد، لذا فهي تحتفظ بسُمها وتستخدمه في وقت الحاجة.
– نشر أكاديميون بجامعة مانشستر البريطانية بحثًا عن مقتل الملكة كليوباترا استبعدوا فيه موتها بلدغة ثعبان، ووصفوا الرواية بأنها “مستحيلة”.