الإشاعة:
يحلم العديد من الأشخاص بالسفر إلى الفضاء خارج كوكب الأرض من أجل الاستمتاع بالتحليق الحر، مُرجعين ذلك في ظنهم إلى انعدام الجاذبية في الفضاء الخارجي، لكن هل هذه معلومة صحيحة حقًا؟!
الحقيقة:
– أوضح العلماء أن الجاذبية ليست منعدمة في الفضاء وإنَّما موجودة، ولكن ما يحدث عند تحليق رواد الفضاء هو أنه يوجد نوعان من العوامل التي تؤثر في ذلك، وأولهما المسافة، فالجاذبية المتولدة عن الشمس والأرض والقمر والكواكب الأخرى تمتد إلى جميع أنحاء الفضاء الخارجي، ومع ذلك يتناقص تأثير هذه الجاذبية مع ازدياد المسافة؛ لذلك مع المسافات القصوى قد تُقاس الجاذبية الخاصة بجسم معين بدرجة صفر تقريبيًا، وليس صفرًا أكيدًا؛ إذ أن الجاذبية لن تكون غائبة تمامًا.
– ومع ذلك فالمسافة وحدها لا تفسر الشعور بانعدام الوزن الذي يشعر به رواد الفضاء؛ لأنه للحصول على شعور انعدام الوزن بسبب المسافة يجب أن تكون المسافة بعيدة جدًا، وللتوضيح فعلى سبيل المثال، جاذبية كوكب الأرض تؤثر بنسبة 90% على محطة الفضاء الدولية، وذلك على الرغم من وقوعها على ارتفاع 402,3 كم فوق الأرض، لذلك إذا كنا سنعتمد المسافة وحدها كمقياس لوصول الجاذبية الأرضية إلى تقريب الصفر، فتخيَّل كم يجب أن نبتعد عن الأرض!
– أما العامل الثاني فهو الوزن، حيث يمكن تفسير تجربة رواد الفضاء الذين يختبرون انعدام الوزن من خلال علاقتهم بالمركبة الفضائية التي يقودونها؛ إذ يتأثر رواد الفضاء داخل مركبتهم بالفضاء الخارجي في الجاذبية بنفس الطريقة التي تتأثر فيها مركبتهم؛ فكلاهما يدور حول كوكب الأرض، مما يعني أنهما يسقطان بشكل جانبي نحو الأرض معًا (الرواد ومركبتهم)، وذلك كتجربة سقوط مصعد من طابق شاهق؛ ستسقط أنت والمصعد بفعل الجاذبية وستطفو داخله كما تطفو في الفضاء.
– يشعر رواد الفضاء على الأرض بقوة الجاذبية كوزن؛ وذلك لأنَّ سطح الأرض يعطيهم ثباتًا ويمنعهم من السقوط، بينما في الفضاء الخارجي لا توجد أرضية ثابتة للضغط وتثبيت رواد الفضاء، ولذلك فإن رواد الفضاء يدورون ويسقطون في نفس مستوى دوران وسقوط سفينتهم نحو الأرض كما في سقوط المصعد؛ وعندها يشعر الرواد بانعدام الوزن كما لو لم تكُن توجد جاذبية.