الإشاعة:
كثيرا ما نسمع العبارة التي تقول: “لا تصيب الصاعقة المكان نفسه مرتين”، كتعبير عن أنه عندما يحدث شيء سيء مرة واحدة لا يمكن أن يحدث مرة ثانية، لكن هل فعلا الصواعق لا يمكن أن تضرب نفس المكان مرتين؟!
الحقيقة:
– توضح الدراسات العلمية أن الصواعق هي تفريغ استاتيكي هائل يبحث عن مكان للتفريغ، ولا يثير اهتمامها تعرّض المكان نفسه لصاعقة من قبل أم لا، وهي تستهدف أكثر الأشياء طولا كالأشجار وناطحات السحاب، بسبب قصر المسافة بينها وبين أصل الصاعقة، وبالتالي قد تضرب الصواعق أطول شجرة في غابة ما أكثر من مرة، وقد تضرب مبنى حوالي 100 مرة في السنة.
– في عام 2003، أصدرت وكالة ناسا الأمريكية للفضاء دراسة تتضمن 386 صاعقة من الغيوم للأرض، وكشفت عن أن حوالي ثلث هذه الضربات قد أصابت عدة أماكن في ذات الوقت، مشيرة إلى أن الصاعقة لا تضرب مرتين فحسب، بل قد تضرب مكانين في آن واحد.
– كشفت النتائج التي نشرت مؤخرا في مجلة “نيتشر”، أن السبب في أن الصواعق ممكن أن تضرب النقطة نفسها مرتين، يتعلق في الأساس بشحنات السحابة التي لا يتم تفريغها بالكامل في صاعقة واحدة.
– يوضح العلماء أن الشحنات الكهربائية تتجمع في معظم السحب بشكل منفصل، والشحنات الموجبة تكون في أعلى السحابة والسالبة أسفلها، ويحدث ذلك بسبب الاضطرابات الهوائية في طبقات الجو العليا، بعد ذلك تنزل تلك الشحنات السالبة للأسفل إلى الأرض، فتلتقي بشحنات موجبة صادرة من مبنى ما مثلا، ويسمح ذلك الاتصال بمرور تيّار كهربي لحظي وقوي للغاية، هذا هو البرق الذي نراه في السماء من حين لآخر، ويمكن للبرق كذلك أن ينشأ بين سحابتين بالآلية نفسها.
– أثناء حدوث هذه العملية، تنشأ تيارات جانبية من الشحنات داخل السحابة نفسها، يطلق عليها الباحثون اسم “الإبر” لأنها تتخذ شكلا إبريا، وتحفظ تلك التيارات الجانبية مسار ضربة البرق داخل السحابة، مما يجعل تكرار ضرب البرق أو الصواعق للمكان نفسه على الأرض ممكنا عندما تعاود السحابة تفريغ شحناتها في صورة صاعقة.