الإشاعة:
انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الساعات الماضية أنباء عن دراسة جديدة يُزعم أن قام باحثان برازيليان عن هيكل “نزلة خاطر” الذي يُعرض الآن في المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، حيث قاما بإعادة تصور لوجه هذا الهيكل واستنتجوا أنه يحمل بشكل واضح ملامح وسمات مرفولوجية أفريقية.
ويحظى هذا الهيكل بأهمية عالمية حيث إنه ثاني أقدم هيكل عظمى معروف في مصر حيث يعود للعصر الحجري القديم الأعلى، حوالى 34 ألف عام.
الحقيقة:
وبالتحقق من هذه المعلومات، تبين أنها غير دقيقة، فقد نشرت صحف محلية تصريحات لوزارة السياحة والآثار جاء فيها أن الباحثين البرازيليين لم يتخذا الإجراءات العلمية والإدارية والقانونية الصحيحة والمتعارف عليها دولياً فى مجال البحث العلمي، حيث لم يتقدما بأي طلب لهيئة المتحف لتصوير هيكل “نزلة خاطر” ورفع قياساته التشريحية ودراستها، كما لم يشيرا إلى حصولهما على قياسات الهيكل التشريحية من أي جهة أخرى بما لا يعطي أية مصداقية في نتائج البحث والنسب التشريحية الواردة فيه وفي عملية إعادة تصور الوجه.
كما أن الباحثان استندا أيضا إلى رؤية فنية خالصة اعتمدت على استخدام برامج الجرافيك وليس على القياسات التشريحية للهيكل بما يخالف معايير البحث العلمي. وبالتالي، فإن ما توصلت إليه دراسات الباحثين البرازيليين لا يُمكن الأخذ بها أو الاعتماد عليها لأنها لم تستند إلى أسس علمية وتاريخية سليمة.
جدير بالذكر أن هيكل “نزلة خاطر” هو هيكل عظمي لمومياء مصرية يعود عمره إلى أكثر من 35 ألف سنة، لشخص كان يبلغ عمره وقت وفاته من 17 إلى 19 عاما، ويعد الهيكل ثاني أقدم هيكل عظمى بشري في مصر، وكان قد تم العثور عليه في قرية “نزلة خاطر” التي تقع على بعد 12 كيلو متراً من مدينة طهطا بمحافظة سوهاج، حيث اكتشفت بقاياه البعثة البلجيكية العاملة في مصر خلال أعمال التنقيب بالقرية عام 1980. جدير بالذكر إلى مزاعم الباحثين البرازيليين تم الترويج لها عالميا حيث انها تتوافق مع السردية الخاصة لمزاعم حركة الأفروسنتريك المتعصبة للعرق الأسود، والتي تروج أن الحضارة المصرية أصلها “زنجي إفريقي” ويعتبرها المختصون بالشئون الأثرية، إنها محاولة لسرقة تاريخ وحضارة مصر ونسبها لحضارات أخرى.