in

إشاعة: شيخ الأزهر وضرب الزوجة الناشز

الإشاعة:

شيخ الأزهر وضرب الزوجة الناشز.

الحقيقة:

سادت حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي حول التصريحات الأخيرة للشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين بشأن حكم ضرب الزوجة الناشز في الإسلام.

وقد ذُكرت تلك التصريحات خلال حلقته الثانية عشرة ببرنامجه “الإمام الطيب” في 3 إبريل 2023، حيث أكد إن قوله تعالى: “واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن”، لا يصلح للاحتجاج به على أن القرآن يؤصل لضرب المرأة، بل “جهل عريض” بلغة القرآن، ودلالات ألفاظها.

وأشار الإمام إلى ان تفسير الآية لا يقرر حكما عاما للرجال يبيح لهم ضرب النساء، ولا يعطي حقا مطلقا للأزواج في ضرب زوجاتهم، يستعملونه وقت ما يريدون، ويتركونه وقت ما يريدون.

وقد أجمل شيخ الأزهر حكمه في تلك القضية حين أشار إلى أن الحكم الشرعي العام في جريمة الضرب هو “حرمة الضرب حين يكون بقصد الإهانة أو الإيذاء لأي إنسان، وحسبي هنا الآن أن أقرر بداية أن ضرب الناس، بغير حق أو مبرر شرعي هو حرام وممنوع، ويجب فيه القصاص”

ولكن مثار الجدل هو محاولة بعض النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي الادعاء أن التصريحات الأخيرة للأمام الأكبر مناقضة لتصريحات سابقة له في نفس القضية، وأن هذا التراجع سببه ضغوطا سياسية على مؤسسة الأزهر الشريف.

ولكن بالعودة إلى التصريحات السابقة المشار إليها تتبين الحقائق وهي كالتالي علشان محدش يضحك عليك:

الحقيقة الأولى هي أن تصريحات شيخ الأزهر السابقة حول ضرب الزوجة تعود للعام 2019 خلال برنامجه الرمضاني “حديث مع شيخ الأزهر” وليست منذ سنة سابقة كما يدعي البعض.

الحقيقة الثانية هي أن شيخ الأزهر لم يفت مطلقا بوجوب أو فرض أو أحقية الزوج في ضرب الزوجة، ونفى تماما مثل ما ينتشر أن الزوج مأمور بضرب زوجته.

الحقيقة الثالثة وهي مثار الجدل الأكبر أن شيخ الأزهر قد أقر أن ضرب الزوج للزوجة الناشز مذكور في القرآن وأمر مباح، ولكنه قال تلك الكلمات في سياق التأكيد على أنه من حق ولي الأمر “أن يعدِل عن هذا المباح” أي أن للدولة السلطة في منع وتقنين ضرب الرجل لزوجته، ومحاكمته إذا لزم الأمر

الحقيقة الرابعة هي أن شيخ الأزهر شدد على أهمية التفرقة بين المباح والأوامر في الإسلام، مضيفًا: “ولي الأمر لا يستطيع أن يلعب في مربعات الواجب والفرض والسنة وجعلهم ممنوعين، إنما في المباح الشرع أعطى إمكانية التطبيق، لكن لو التطبيق يترتب عليه الضرر من حق الولي منع المباح ويصير ممنوعًا”.

الحقيقة الخامسة وهي من تصريحات الشيخ الطيب الأخيرة فقد أقر أن القرآن نهى تماما عن إباحة ضرب الزوج زوجته إباحة مفتوحة، في كل الأحوال والظروف، وكيفما كانت الأسباب والدواعي، وهذه الحالة التي نهى عنها القرآن نهيا صريحا في قوله: “ولا تضاروهن”، وقوله: “وعاشروهن بالمعروف”، حالة محرمة على الزوج تحريما باتا، وهي الحالة التي يدلس بها الكارهون للقرآن على الناس، ويزعمون لهم أنها المقصود من قوله تعالى: “واضربوهن”.