الإشاعة:
تداول مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن قيام مجموعة من الشباب بتدشين حملة إلكترونية للبحث عن الأطفال المفقودة ولم شملهم مع أُسرهم عن طريق عمل تحليل دي. إن. إيه للطرفين ثم استخدام الذكاء الاصطناعي لمقارنة نتائج تحليل الأطفال بتحليل الأسر، وأنشأت الحملة موقعا إلكترونيا وصفحة على فيسبوك باسم “حنين”، وطالب مؤسسها متابعي الصفحة بالتبرع للحملة، وقيل إنها فكرة مستوحاة من النجاح الكبير الذي حققه مسلسل جعفر العمدة و يبحث عن ابنه منذ أكثر من 19 عاما، وقد لاقت هذه الحملة صدى واسعا لدى المستخدمين وسألوا عن كيفية التبرع وسعر التحليل.
الحقيقة:
بفحص كل التفاصيل المتاحة بشأن هذه الحملة، تبين أن هناك حقائق لابد من توضيحها على النحو التالي:
أولا: تم إنشاء صفحة الحملة “حنين” منذ أيام قليلة وبالتحديد يوم الأربعاء الموافق 12 أبريل، كما أنها لا تتضمن أية بيانات للتواصل أو حتى اسم أو صورة حقيقيين.
ثانيا: صاحب المبادرة والذي لا نعرف أي شيء عن هويته يطالب المتبرعين بالتبرع المباشر لمعمل التحاليل الذي سيقوم بأخذ عينة الدي. إن. إيه من الطفل المفقود أو الأُسرة، ويدّعي امتناعه عن أخذ المال، لكنه لم يذكر كيف سيتم تحويل المال إلى هذا المعمل وما هو اسم المعمل من الأساس.
ثالثا: أول منشور لصفحة “حنين” كان على هيئة فيديو يظهر به شخص مجهول الهوية، لا يقوم بتعريف نفسه إلى المشاهدين بل يبدأ الفيديو بـ “تعالى أحكيلك إزاي جعفر العمدة هيوصل لابنه سيف”، لكنه فجأة يتوقف وينتقل الى موضوع الحملة وجمع التوقعات، لنفهم أن المقدمة ما هي إلا لجذب المشاهد.
رابعا: لم ينشر صاحب الصفحة منذ إنشائها إلا ثلاثة منشورات فقط، والثلاثة تم نشرهم على هيئة إعلانات ممولة، مما يثير العديد من التساؤلات حول نوايا هذه الحملة التي يّدعي صاحبها مجهول الهوية أنها لا تسعى لأي ربح مادي.
خامسا: بعد البحث والتقصي تبين لنا أن فكرة هذه الحملة مأخوذة من مبادرة أخرى تُسمى “مصر خالية من أطفال الشوارع ببلوغ عام 2030” – مشهرة برقم 4189 لسنة 2021- وهذا ما أكده أحد تعليقات متابعي صفحة “حنين”، حيث قال: “لو سمحت المبادرة دي بتاعة مؤسسة شباب 2030 للتنمية بتاع رئيس لجنة ذوي الهمم ومسجلة باسمه”، جدير بالذكر أن مبادرة “مصر خالية من أطفال الشوارع ببلوغ عام 2030).وسبق أن أعلنت مبادرة مصر خالية من أطفال الشوارع ببلوغ عام 2030: إجراءات لم شمل الأطفال المفقودين مع والديهم، حيث يأتي الوالدان المخطوف منهما ابنهما ويجرون التحليل على حسابهما الشخصي، وبالتعاون والاتفاق مع وزارتي الداخلية والتضامن الاجتماعي يتم عمل تحليل لكل الأطفال في الملاجئ سواء على حساب الملاجئ أو من التبرعات حسب الميزانية المقدرة، وبالاتفاق أيضا مع وزارة الداخلية فإن كل طفل يتم العثور عليه يتم إجراء التحليل له ومطابقته بتحليل الأهالي، كذلك يتم استخراج شهادة ميلاد للطفل تحمل صورته وبصمة القدم والكود”، وبعكس حملة “حنين” التي لم تذكر أي تعاون أو اتفاق مع وزارتي الداخلية والتضامن الاجتماعي أو أيا الجهات المعنية الأخرى.