in

إشاعة: التوبة من ظلم العباد مرهونة بعفوهم فقط

الإشاعة:
“التوبة من ظلم العباد مرهونة بعفوهم فقط”.. مقولة يتم ترديدها عبر صفحات وسائل التواصل الاجتماعي دون وجود سند ديني لها، فبالطبع المبادرة بالتوبة ورد المظالم ضرورة، كما أن طلب العفو ممن قمت بظلمهم أمر لابد منه، ولكن يظن الكثيرون أن التوبة من ظلم العباد مرهونة بعفوهم فقط، ولا سبيل لسقوط ذنب الانتقاص من حقوق العباد إلا بعفوهم، لكن هل هذا حقيقي وصحيح شرعًا؟!
الحقيقة:

  • قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن التوبة من ظلم العباد غير مرهونة بعفوهم فقط، موضحا أن الذنب إذا كان متعلقًا بحقوق البشر، كمن تكلم في حق شخص بشيء معيب؛ وجب على صاحبه التوبة إلى الله، وعدم الرجوع إلى الذنب مرة أخرى.
  • أضاف عثمان أنه إذا قال الشخص كلامًا سيئًا في حق شخص آخر فيجب أن يستسمحه إذا لم يتسبب ذلك في مشكلة، أما إذا كان سيحدث بسبب ذلك مشكلة؛ ينبغي له أن يذكره بالخير في كل موضع ذكره فيه بالشر.
  • أوضح العالم الأزهري أبو اليزيد سلامة، أنه كي يغفر لك اذا أخطأت بحق أحدهم، فيجب استسماح من ظلمته ورد له حقوقه، لكن لو ظلمته وهو لا يعلم أو رفض العفو عنك، عليك أن تتصدق عنه وتطلب من الله أن يقبل صدقتك بنية التوبة.
  • أفاد سلامة أن الله يقبل توبة التائب ما لم يغرر، لذا فإن من تاب فعليه أن ينوي نية صادقة على انه يستغفر الله ويتوب اليه ويتغلب على نفسه، حيث يقول تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا} (الزمر:53).
  • قال علماء في الشريعة إن شخصية المسلم مبنية على التوبة؛ حيث إنها أول المراحل بعد اليقظة، موضحين أن اليقظة هي معرفة حقيقة الحياة وأنها إلى زوال وليست باقية لأحد وسنرجع إلى الله، مشيرين إلى أن التوبة أن تقلع عن المعصية، وتستغفر، وتندم، وتعزم على أَلَّا تعود مرةً أخرى لها.