in

إشاعة: الترويح عن النفس يعتبر غفلة عن طاعة الله

الإشاعة:
يردد الكثير من الناس، ممن يقومون بتحريم كل مظاهر البهجة، عندما يرون احتفالًا بالمناسبات السعيدة أن الترويح عن النفس يُعد غفلة عن طاعة الله، سواء كان الترويح احتفالاً أو لعبًا، فهل حقًا الإسلام يحرم الترويج عن النفس؟!

الحقيقة:

  • صرحت دار الإفتاء المصرية بإباحة الشرع الشريف للإنسان أن يُرَوِّح عن نفسه في بعض الأحيان؛ وحثَّه على العمل للآخرة، مع عدم نسيان أخذ نصيبه من الدنيا؛ مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ موضحةً أن الله سبحانه وتعالى قد أباح للإنسان الدنيا ما فيها من المآكل وَالمَشَارب، والملابس والمساكن، والمناكح؛ فإنَّ لربِّك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حَقًّا، ولزَوْرك عليك حَقًّا؛ فَآتِ كُلَّ ذِي حقِّ حقَّه.
  • كما نوهت الدار في فتوى سابقة لها، عبر موقعها، عن ترسَّيخ النَّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لمعنى الترويح عن النفس في الحديث الذي رواه حنظلة الْأُسَيِّدِيِّ رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم، فذكرنا الجنَّة والنَّار حتَّى كَأَنَّا رَأْيَ العين، فقمتُ إلى أهلي وولدي فضحكتُ ولَعِبْتُ، قال: فذكرت الذي كُنَّا فيه، فخرجت، فلقيت أبا بكر، فقلت: نافقتُ نافقتُ، فقال أبو بكر: إنا لنفعله، فذهب حنظلة فذكره للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلم، فقال: «يَا حَنْظَلَةُ لَوْ كُنْتُمْ كَمَا تَكُونُونَ عِنْدِي، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ، أَوْ عَلَى طُرُقِكُمْ، يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً» أخرجه مسلم في الصحيح، والترمذي وابن ماجه.
  • كما استشهدت الدار باللفظ في السنن؛ وهو قول: «سَاعَةً وَسَاعَةً»؛ أي: أريحوها بعض الأوقات من مكابدة العبادات بمباحٍ لا عقاب فيه، ولا ثواب؛ مضيفةً قول أبو الدرداء رضي الله عنه: إنَّي لأجم فؤادي ببعض الباطل؛ أي: اللهو الجائز لِأَنْشَطَ للحق؛ كما قال الإمام المناوي في فيض القدير.
  • أوضحت الدار ضوابط الترويح عن النفس في الشريعة؛ حيث إن الشريعة الإسلامية وإن كانت تُبيح وسائلَ الترويح عن النفس، غير مفرقة في ذلك بين كبيرٍ وصغيرٍ؛ كُلٌّ بما يناسبه، إلا أنَّ لذلك ضوابط يجب مراعاتها؛ ومن أهمها: ألَّا يُؤدي ذلك إلى تضييع حقوق الله على المكلَّف من عبادات وصلوات ونحوها؛ حتى لا يدخل بذلك تحت قوله تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ۝ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾.