الإشاعة:
تداول عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بالأيام القليلة الماضية، أقاويل حول قيام مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية بإنشاء وحدة تُسمى “بيان” لمواجهة مؤسسة “تكوين” التي تم تدشينها مؤخرًا، مما أثار عدة تساؤلات بشأن مدى صحة هذه الأقاويل.
الحقيقة:
ما تم تداوله في هذا الشأن غير دقيق، حيث أنشأ مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وحدة “بيان” في مارس 2019، ولم ينشئها هذه الأيام لمواجهة مؤسسة “تكوين” كما أشيع.
وقد بدأت وحدة “بيان” عملها بدعم من الدكتور أحمد الطَّيب شيخ الأزهر الشريف، وأنشأها الأزهر لنقد شبهات الإلحاد والفكر اللاديني في إطار الحوار المُتبادل، وتضم الوحدة نخبة من أعضاء المركز يشرف عليهم أساتذة من جامعة الأزهر متخصصون في العقيدة والفلسفة، وعلم النفس والاجتماع والصحة النفسية.
فيما تم الإعلان عن تأسيس مؤسسة “تكوين” بالقاهرة في 4 مايو 2024، بالتزامن مع انطلاق أعمال المؤتمر السنوي الأول للمؤسسة، وبمشاركة نخبة من المفكرين والأكاديميين العرب. وتهدف المؤسسة إلى وضع الثقافة والفكر العربي في أطر جديدة أكثر حيوية وتواصلاً وشمولية مع المجتمع العربي، للوصول إلى صيغة جديدة في النظر والتعامل مع الموروث الديني باعتبار أن بعض تأويلاته القديمة أدت بالمجتمعات العربية والإسلامية إلى مآزق اجتماعية ودينية وفكرية، حيث شكلت تلك التأويلات كثيرًا من أشكال وأنماط حياتنا المعاصرة بطرق مباشرة أو غير مباشرة، ما أدى إلى ظهور واحتضان مجتمعاتنا لأفكار متطرفة وتأويلات رجعية أساءت للدين الإسلامي الحنيف ولمجتمعاتنا على سواء، وسعت إلى تمزيق مجتمعاتنا على أسس طائفية ومذهبية متشددة.
كما تعمل المؤسسة على تطوير خطاب التسامح وفتح آفاق الحوار، والتحفيز على المراجعة النقدية وطرح الأسئلة حول المسلّمات الفكرية، وإعادة النظر في الثغرات التي حالت دون تحقيق المشروع النهضوي الذي انطلق منذ قرنين.