in

إشاعة: الفنان جميل راتب له جذور فرنسية

الإشاعة:
على مدار 30 سنة عاشها الفنان الكبير الراحل جميل راتب في فرنسا، كان نجمًا نصف بارز، قام ببطولة 70 مسرحية من التراث العالمي، كما اشترك فى الكثير من الأفلام السينمائية والأعمال التلفزيونية، وبسببب ذلك لازمت جميل راتب طوال حياته معلومة مفادها أن لديه جذور فرنسية بل إن والدته فرنسية أيضًا، لكن تُرى هل حقًا هذه المعلومة صحيحة؟!
الحقيقة:

  • جميل راتب مصري الجذور، ولد سنة 1926 لأم صعيدية من محافظة المنيا، هي ابنة أخ المناضلة المصرية الشهيرة هدى شعراوى، ولكنه درس في مدارس فرنسية، وعاش أكثر من 30 عامًا في فرنسا، لذا كان من الطبيعي أن ينحاز لسانه – ولو قليلًا – للغة الجديدة التي صار يتحدث بها، لكنه تغلب على تلك المشكلة مع الوقت.
  • قال هاني التهامي، مدير أعمال جميل راتب ،عما يتم تداوله عن أصول راتب الفرنسية: “غير صحيح، فوالدة جميل راتب كانت صعيدية من المنيا، وعمتها السيدة هدى شعراوي”.
  • بدأت تلك الشائعة تزامنًا مع بداية حكاية عشق جميل راتب للفن فى باريس سنة 1948، والسبب في بداية العشق خارج مصر هو أن جميل راتب لا ينفي كونه أحد أبناء الطبقة الأرستقراطية في مصر، وبكل نفوذها وتشعبها الاقتصادي والسياسي، وبكل رفعة شأنها ودعاة الحرية الذين كانوا فيها، إلا أن هذا الاتجاه “الاتجاه الفني” كان مرفوضًا في الأساس لدرجة أنه عندما قام بالتمثيل في فيلم “العرسان الثلاثة” سنة 1947، طلبت عائلته من المخرج حسين حلمي، حذف المشاهد التي قام بتمثيلها لذلك كان الحل في السفر.
  • سافر راتب إلى باريس لدراسة الاقتصاد والعلوم السياسية هناك، لكنه لم ينس افتتانه بالفن، فالتحق أيضا بمعهد التمثيل هناك، وفي المعهد شارك مع زملائه فى تكوين فرقة مسرحية، ومارس جميل راتب شغفه وحبه للفن، ولكن الأزمة أنه لم يستطع أن يكسب مالًا يعينه على الحياة في باريس، فعمل كومبارس في الأفلام، وعمل كذلك شيالًا في سوق الخضار، وكذا نادل في بعض المطاعم، وفي الأخير مترجم، عمل كل هذا فى 3 سنوات، حتى تفتحت له الأبواب.
  • كان يعتز جميل راتب جدًا بدوره فى الفيلم الفرنسي الشهير “السيرك” أمام بيرت لانكستر، وجينا لولو بريجيدا، كما يعتز كذلك بفيلم “لورانس العرب” أمام عمر الشريف عام 1962.
  • وقد عاد راتب إلى مصر في عام 1951 أثناء اشتغاله مع فرقة كوميدية فرنسية، وجسَّد عروضًا مسرحية، والغريب أن الشاب الذى خرج ليمارس فنه في الخارج كتبت عنه الصحف المصرية حينها بكثير من الاحتفاء، حتى أنه عندما عاد إلى باريس تم الاتفاق معه للقيام ببطولة فيلم “أنا الشرق” أمام كلود جودار التي كانت ملكة جمال فرنسا حينها.
  • منتصف السبعينات تعتبر العودة الحقيقية لجميل راتب، إذ جاء إلى مصر لالتزامات وظروف عائلية، لكنه أيضا مازال شغوف بالفن، فقدم بطولة مسرحية “البيانولا” أمام الصاعدة حينها عفاف راضي وإخراج الراحل كرم مطاوع، ونجحت المسرحية، فبدأ يجذب أنظار المخرجين مخرجى الفئة الأولى في مصر أمثال صلاح أبو سيف وكمال الشيخ، لتأدية أدوار البطولة فى العديد من الأفلام، ومنها “الكداب” لأبو سيف و”على من نطلق الرصاص” للشيخ، لتبدأ رحلته الحقيقية في مصر لكن كان أكبر عائق في مسألة العودة هي اللغة، وهو ما جعل كثيرون يظنون أن جميل راتب فرنسي الأصل.