in

إشاعة: الزائدة الدودية عضو بلا فائدة

الإشاعة:

عضو لا فائدة له، يتسبب في توقف حياة الفرد عندما يتم حجزه في أحد المستشفيات لعدة أيام، ففجأة يجد الشخص نفسه داخل غرفة العمليات لا يعرف ما جرى له! إنها الزائدة الدودية، ذلك العضو الذي يُشاع اعتقاد عنه أنه لا نفع منه ولا ضرر، ويتم التدخل الطبي أحيانًا لإزالته، فهل هو فعلًا هكذا؟!

الحقيقة:

– أوضحت عدة أبحاث أن الزائدة الدودية عظيمة الفائدة، فهي عبارة عن كيس صغير مسدود على شكل دودة يبرز من الأعور، بداية الأمعاء الغليظة، وهو مقر لتجمع لفيف من البكتيريا النافعة التي تساهم في إعادة بناء المناعة الذاتية الداخلية للقناة الهضمية في حالات النزلات المعوية، وكذلك مخزن للميكروبيوم وهو العضو الذي يشارك بفعالية في التوازن البيولوجي والهرموني. 

– وفقًا لدراسة نشرت في مجلة “علم التشريح”، فإن الزائدة الدودية تمنح ميزة انتقائية، لأن وجودها قيل إنه مرتبطًا بزيادة طول العمر.

– توصل إريك أوجييه دينيس، الباحث بالمعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية، إلى اكتشاف يعد الأغرب من نوعه، وهو أن التهاب الزائدة الدودية يقلل من خطر الإصابة بالتهاب القولون التقرحي بنسبة 75%، خاصة أن هذا الالتهاب يقوي جهاز المناعة، وبالتالي له تأثير وقائي.

– رجح العلماء أن الثدييات ذات الزائدة الدودية تتمتع بعمر أطول بنسبة 60% في المتوسط، مقارنة بالثدييات التي لا تحتوي على الزائدة الدودية، كما يقول ماكسيم كولارد، المؤلف الأول للدراسة والمقيم في مستشفيات باريس بقسم جراحة الجهاز الهضمي.

– وعند المقارنة، وجدت الدراسة أن عمر الماعز الذي لا يحتوي على زائدة يبلغ 22 عامًا في الحد الأقصى، في حين أن الشمبانزي – المكافئ له في الكتلة – يعيش 59 عامًا، كما أن الدب الأسود الذي ليس لديه زائدة يبلغ الحد الأقصى لعمره 34 عامًا، في حين يعيش حيوان الغوريلا المكافئ له في الكتلة 60 عامًا.

– وبحسب الدراسة، قد تفسر فرضيتا مكسب طول العمر بأن الزائدة الدودية تعزز تثقيف الجهاز المناعي المعوي، أو أن هذه الزائدة التي تقف على مدخل هذا الهيكل الضيق تتجمع فيها الكائنات معزولة عن محتوى القولون، ونتيجة لذلك يطول العمر الافتراضي، ليظهر أن هذا الجيب الصغير الملتوي – الذي كان ينظر إليه باستغراب – هو في النهاية شيء ثمين.