in

مين وراه – إيدي كوهين

“إسرائيل لن تنتهي ولن تزول، نحن صامدون في دولتنا إلى أبد الآبدين، اعملوا سلام يا عرب وسيبوكم من العنتريات والخرافات”.

إيدي كوهين.. مايو 2023

قتل حزب الله والده، فقرر إشعال النيران في العالم العربي كله.

“إيدي كوهين” الاسم الذي تردد كثيرًا في كافة مواقع التواصل الاجتماعي، من هو الصحفي الإسرائيلي المثير للجدل؟ وماذا يريد صانع الإشاعات من العرب؟

والأهم … مين وراه؟

كوهين والصيد في الماء العكر!

في كثير من الأحيان عندما يتم تتبع مصادر الشائعات والأخبار المغلوطة نجد أنها صدرت من تغريدة على حساب رسمي باسم “إيدي كوهين” على تويتر، وبنظرة سريعة على الحساب نجد أنه مليء بعشرات التغريدات التي يحاول فيها الطعن في وطنية الحكام العرب، أملا في تأليب الشعوب العربية عليهم، واصفا إسرائيل بأنها جنة الله على الأرض، بينما لا تضاهي أي دول عربية نفوذها أو قوتها.

حساب كوهين على تويتر يتمتع بمتابعة حوالي نصف مليون شخص، وأغلب التغريدات به تصدر باللغة العربية أي أنه يستهدف الجمهور العربي بالأخص.

الموضوعات التي يتناولها إيدي كوهين تتسم بالطابع السياسي والاقتصادي المتعلق بالشؤون الداخلية للمنطقة العربية على وجه الخصوص.

كثيرا ما يحاول إيدي كوهين الترويج لأنباء منقوصة ومغلوطة وإضفاء طابع الحقيقة عليها ونسج خيوط التفكير المؤامراتي حولها، لذا تجد تغريداته صدى عند الكثير من أصحاب المصالح المتضاربة مع الأنظمة العربية ويساندونها باللايك والشير فيزداد انتشارها.

في يونيو 2018، قال “إيدي كوهين” إن هناك حكامًا عرب حاليين من أصول يهودية ويحظون بدعم من الماسونية، ليفسح المجال أمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي للخوض في التكهنات وتبادل الشتائم.

في أغسطس 2018 ، دخل كوهين في سجالات كلامية مع ضاحي خلفان نائب رئيس شرطة دبي وقتها، مهددا خلفان بكشف تورطه في اغتيال القيادي في حركة حماس “محمود المبحوح” عام 2010، مشيرًا إلى أن خلفان قد زار إسرائيل مراراً وابتاع كاميرات مراقبة من هناك وأنه أقام في فندق قريب من الكنيست الإسرائيلي، كما ادعى أن طيارًا إماراتيًا قام بالتدريب والاشتراك مع سلاح الجو الإسرائيلي في قصف قطاع غزة.

في فبراير 2023، نشر كوهين صورا لعقد زعم أنه “عقد امتياز قناة السويس 99 سنة لشركة إسرائيلية”، كما نشر بنود اتفاق مزيف بين شركة إسرائيلية وصندوق هيئة قناة السويس تحصل من خلاله الشركة على امتياز إدارة القناة طوال المدة المذكورة، وسرعان ما نفت مصر هذه الأكاذيب، حيث أكد وقتها الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، في بيان رسمي أنه “لا صحة لتلك الشائعات جملة وتفصيلا، مؤكدا على السيادة المصرية المطلقة بشقيها السياسي والاقتصادي في إدارة وتشغيل وصيانة المرفق الملاحي لقناة السويس”.

مش كدة وبس …

في يونيو 2023 ، حاول كوهين من خلال تغريداته صب الزيت على النار في حادثة مقتل الجندي المصري وجنود إسرائيليين على الحدود بين البلدين من خلال ادعاءات ملفقة متعلقة باتفاقية كامب ديفيد..

طيب مين بقى “إيدي كوهين” اللي عامل كل القلق ده؟

– يُعرّف “كوهين” نفسه بالأكاديمي والباحث المختص بشؤون الشرق الأوسط، وهو إسرائيلي “يهودي من أصول عربية لبنانية”، خريج جامعة “بار إيلان” الإسرائيلية، وهي جامعة ذات توجهات يمينية متطرفة، وقد حصلَ على درجة الدكتوراه منها ثم شغلَ في وقت لاحق منصب باحث ومستشار حكومي ومحلل إعلامي في الشأن العربي.

– بدأ نشاطه على “تويتر” منذ أكتوبر2012، وكان يكتفي آنذاك بتغريدات قليلة يستخدم فيها العبرية أو الإنجليزية ويسوق من خلالها بعض روابط الأخبار التابعة لرئاسة الوزراء الإسرائيلية.

– طوّر حسابه شيئًا فشيئًا وزادت شهرته عندما ظهر على الكثير من القنوات العربية، حينها تحوّل للتغريد باللغة العربية وحاولَ التركيز على كل ما يهمّ المواطن العربي، هذا بجانب مواضيع إسرائيل، وكثيرًا ما يستخدم المفردات السوقية والشتائم، ويبتعد تماماً عن اللغة الأكاديمية والتوثيقية التي يتوقعها المتلقي من شخصية تزعم حصولها على كل هذه الشهادات وقيامها بكل هذه الأبحاث، يستخدم نكات و”إفيهات” شهيرة من الأفلام العربية وخاصة أفلام الفنان عادل إمام، كما يعتمد الكنية، كما العادات العربية، في مخاطبة الآخرين، ويستشهد بالشعر النبطي ويسوق آيات من القرآن الكريم وعبارات من الأحاديث النبوية.

– يستخدم أساليب الفبركة والإشاعات وأنصاف الحقائق، التي يؤمن أنها تنطلي على الشعوب العربية التي تعاني من تراث الوصاية والتزييف الإعلامي.

بس هل ده كافي لكرهه الشديد لكل ما هو عربي؟

تعالوا نرجع بالتاريخ لورا شوية

وُلد كوهين عام 1972 في بيروت، حيث كان ينتمي للأقلية اليهودية في المجتمع اللبناني، وقيل إن والده كان يعمل كمحاسب.

عقبَ مجيء حزب الله للحياة السياسية في عام 1980، حسب حديث كوهين لبعض وسائل الإعلام، فقد عانى الأمرّين حينما كان في لبنان حيث باتَ يُشار إليه باليهودي كما تعرضت نوافذ بيت أسرته للضرب بالحجارة، هذا فضلا عن الكثير من الرسومات على جدران المنزل مثل “الموت لليهود” و”إسرائيل هي الشيطان الأصغر وأمريكا هي الشيطان الأكبر”.

بحلول عام 1985، اعتقلت قوات حزب الله 11 لبنانيًا يهوديًا وحاولت مبادلتهم بأسرى لدى إسرائيل، لكن حين رفضت إسرائيل قاموا بقتلهم وكان من بينهم والد كوهين “حاييم كوهين” الذي كان يبلغ من العمر 39 عامًا، حينها قرّرت أسرة “إيدي” مغادرة الدولة اللبنانية.

دلوقتي نقدر نفهم ليه الكره الشديد تجاه كل ما هو عربي.

بس هل اللي بيحرك “كوهين” مجرد غل وحقد أعمى تجاه كل ما هو عربي؟

في نوفمبر 2017 ، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” أمام الكنيست إن الشعوب العربية تعرضت على مدار عقود لعملية غسل دماغ تشوه صورة إسرائيل، وإنه حان الوقت لتحسين هذه الصورة.

في مارس 2018 ، أصدر مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي دراسة عن الاستراتيجية الإسرائيلية للتأثير على الرأي العام العربي، بهدف إقناع الأجيال الشابة بالتعايش مع إسرائيل كأمر واقع، وتعمل في خدمة هذا المشروع حسابات رسمية على مواقع التواصل، مثل حساب “إسرائيل تتكلم بالعربية” التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وحسابات المتحدث باسم جيش الاحتلال “أفيخاي أدرعي”، وحسابات المسؤول عن الدبلوماسية الرقمية بالعربية في وزارة الخارجية “يوناتان جونين”.

 ويبدو أن كوهين يسعى لإيجاد موطئ قدم في هذا المشروع، مع احتفائه الواضح بالشهرة المفاجئة التي نالها مؤخرا، حيث نشر على صفحته في “تويتر” تصويتا يستطلع آراء متابعيه عن مكانته لديهم بين الصفحات الإسرائيلية الأخرى الموجهة للعرب.

مع ذلك يصر كوهين عبر حساباته على استقلاليته، إلا أنه لا يخفي عمله مستشارا للحكومة الإسرائيلية منذ ست سنوات، كما هو مذكور في صفحته بموقع “لينكد إن”، وفي رسالة إلكترونية أرسلها إلى الجزيرة نت، أقر كوهين بأنه عمل في السابق رسميا في أجهزة الاستخبارات، نافيا أن تكون له أي علاقة معها حاليا.

كدة اتضحت الرؤية

وفي النهاية … تفتكر كل اللى بيعمله “كوهين” ده هينفع؟

– يستبعد الباحث في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، أن يكون لمشروع كوهين أي تأثير ذي شأن، وقال: “في تقديري، أسلوبه المستفز قد يأتي بنتائج عكسية”، معتبرا أن خطابه يحرج الأنظمة العربية ويعتمد على نمط دعائي فج، فضلا عن توظيفه معلومات مفبركة، حسب قوله.

– يشير الباحث الفلسطيني ساري عرابي إلى أنه لا يمكن إنكار تفوق إسرائيل على محيطها العربي بما تملكه من دعم غربي، لكنها ليست أسطورة، وينبغي ألا ينسى الشباب العربي أن المقاومة تمكنت من كسر تلك الصورة وأثبتت ضعفها في مواجهات عدة.

يعني بالبلدي كده، وباللغة اللي “كوهين” بيحب يكلمنا بيها… “نقبك طلع على شونه”