شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء عبر الفيديو كونفرانس، فعاليات صب الخرسانة الخاصة بوضع قواعد المفاعل النووي الرابع والأخير بالمحطة النووية في الضبعة بمحافظة مطروح المصرية.
وقال الرئيس السيسي، خلال فعاليات بدء تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة بمشروع الضبعة النووي: “أود في البداية، أن أعرب عن خالص تقديري وسعادتي بالمشاركة الكريمة لصديقي العزيز، فخامة الرئيس “فلاديمير بوتين”، في فعاليات بدء تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة بمشروع الضبعة النووي، والتي تأذن بشروع الدولة المصرية في مرحلة الإنشاءات الكبرى لكافة الوحدات النووية بالمشروع”.
وتابع: “إن ما يشهده عالمنا اليوم من أزمة في إمدادات الطاقة العالمية يؤكد أهمية القرار الاستراتيجي الذي اتخذته الدولة المصرية بإحياء البرنامج النووي السلمي المصري لإنتاج الطاقة الكهربائية، كونه يساهم في توفير إمدادات طاقة آمنة ورخيصة وطويلة الأجل، وبما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ويجنب تقلبات أسعاره. كما أن إضافة الطاقة النووية إلى مزيج الطاقة الذي تعتمد عليه مصر لإنتاج الكهرباء يكتسب أهمية حيوية للوفاء بالاحتياجات المتزايدة من الطاقة الكهربائية اللازمة لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويساهم في زيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، بما يحقق الاستدامة البيئية والتصدي لتغير المناخ”.
وأوضح الرئيس السيسي أن هذا الحدث العظيم يمثل صفحة مضيئة أخرى في مسار التعاون الوثيق بين مصر وروسيا الاتحادية، ويعد صرحا جديدا يضاف إلى مسيرة الإنجازات التي حققها التعاون “المصـــري – الروسي” المشترك عبر التاريخ، كما يعكس مدى الجهود المبذولة من كلا الجانبين للمضي قدما نحو تنفيذ مشروع مصر القومي، بإنشاء المحطة النووية بالضبعة، الذى يسير بوتيرة أسرع من المخطط الزمني المقرر متخطيا حدود الزمان، ومتجاوزا كل المصاعب، ليعكس الأهمية البالغة التي توليها الدولة المصرية لقطاع الطاقة إيمانا بدوره الحيوي كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي، وأحد ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وفق “رؤية مصر 2030”.
وفي ختام الفعاليات، تقدم الرئيس السيسي مرة أخرى لفخامة الرئيس “بوتين” على انضمامه لهذه الفعالية، كما أعرب عن خالص الشكر والتقدير للعاملين بكل من شركة “أتوم ستروي إكسبورت”، المقاول العام الروسي للمشروع، و”هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء”، التي تشرف على تنفيذ هذا المشروع القومي العملاق، آملا دوام التوفيق في مراحل المشروع المقبلة.
ومحطة الضبعة هي المحطة النووية الأولى من نوعها في مصر، وتقع في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على شواطئ البحر المتوسط، على بعد نحو 130 كم شمال غرب القاهرة. وتضم المحطة 4 وحدات طاقة بسعة 1200 ميجا وات لكل منها، مثبتة مع مفاعلات 1200+ VVER «مفاعلات الطاقة التي يتم تبريدها بالماء»، ويتم بناء محطة الطاقة النووية وفقا للاتفاقية المشتركة التي دخلت حيز التنفيذ في 19 نوفمبر 2015، والتي تم توقيعها بواسطة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بهدف إنتاج طاقة كهربائية نظيفة وصديقة للبيئة، وعمل تنمية اجتماعية واقتصادية وغيرها من المكاسب التي تحققها المحطة النووية.