in

الرئيس السيسي وأردوغان يتفقان على تعزيز التعاون الثنائي في عدة مجالات والتنسيق بشأن الوضع في غزة

شدد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، على أهمية التنسيق بين البلدين بشأن الوضع في غزة، مؤكدين على ضرورة النفاذ العاجل والسريع للمساعدات الإنسانية، إلى القطاع، وضرورة التعاون في الملف الليبي بما يضمن إقامة الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وتوحيد المؤسسة العسكرية.
وبدأ أردوغان، اليوم الأربعاء، زيارة رسمية لمصر، في إطار استمرار التقارب بين البلدين بعد قطيعة دامت أكثر من 10 أعوام.
وقال الرئيس السيسي، في مؤتمر صحفي مشترك مع أردوغان، إن العلاقات بين البلدين خلال سنوات القطيعة، شهدت استمرار التواصل على المستوى الشعبي، كما شهدت نمواً في العلاقات التجارية والاستثمارية خلال تلك الفترة، مشيرًا إلى أن مصر هي الشريك التجاري الأول لتركيا في إفريقيا، وهي من أهم مقاصد الصادرات المصرية التجارية.
وذكر الرئيس السيسي أن التجربة أثبتت الجدوى الكبيرة للعمل المشترك بين قطاعات الأعمال في البلدين، معلناً السعي إلى رفع التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القادمة وفتح مجالات جديدة للتعاون.
ولفت الرئيس السيسي إلى أن اللقاء مع الرئيس التركي شدد على الاهتمام بتعزيز التنسيق المشترك، والاستفادة من موقع الدولتين كمركزي ثقل في المنطقة، بما يثبت تحقيق السلم والاستقرار، ويوفر بيئة مواتية لتحقيق الازدهار والرفاهية.
وأضاف الرئيس السيسي أن الدولتين تواجهان تحديات مشتركة مثل خطر الإرهاب، والتحديات الاقتصادية، والاجتماعية، التي فرضها علينا الواقع المضطرب في المنطقة، مشيرًا إلى تلقيه دعوة من الرئيس التركي لزيارة أنقرة في أبريل القادم، لمواصلة العمل على ترفيع علاقات البلدين في شتى المجالات بما يتناسب مع تاريخهما وإرثهما الحضاري المشترك.
وأوضح الرئيس السيسي أنه اتفق مع أردوغان على أهمية النفاذ السريع لأكبر قدر ممكن من المساعدات إلى غزة، أخذاً في الاعتبار ما تمارسه السلطات الإسرائيلية من تضييق؛ مما يتسبب في دخول شاحنات المساعدات بوتيرة بطيئة لا تتناسب مع احتياجات سكان القطاع.
وذكر الرئيس السيسي أنه توافق مع أردوغان خلال المباحثات على ضرورة وقف إطلاق النار في القطاع بشكل فوري وتحقيق التهدئة في الضفة الغربية، حتى يتسنى استئناف عملية السلام في أقرب فرصة، وصولاً إلى إعلان دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمقررات الشرعية الدولية.
لفت إلى توافق بين البلدين على تعزيز التشاور حول الملف الليبي بما يساعد على عقد الانتخابات التشريعية والرئاسية وتوحيد المؤسسة العسكرية، مضيفا أن نجاح دول المنطقة في تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا سيمثل نموذجاً يحتذى به حيث أن دول المنطقة هي الأقدر على فهم تعقيداتها وتسوية الخلافات القائمة فيها.
يأتي هذا فيما لفت أردوغان إلى أن تركيا ومصر رفعتا تعاونهما إلى مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، وقال إنه ينتظر الرئيس المصري في زيارته لأنقرة لعقد الاجتماع الأول للمجلس.
وقال إن هذا سيبدأ مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية مع مصر، وأشار إلى أن البلدين وضعا هدفاً مشتركاً للوصول بالتبادل التجاري إلى 15 مليار دولار، وتابع: “عازمون على زيادة حجم الاستثمارات التركية في مصر، والتي هي في حدود 3 مليارات دولار حالياً، واتخاذ تدابير إضافية لزيادة التعاون التجاري والاقتصادي”.
وقال أردوغان إن “ما يحدث في غزة تصدر جدول أعمال اليوم، الهجمات الإسرائيلية أدت إلى سقوط أكثر من 28 ألف فلسطيني، وإصابة ما يقرب من 70 ألفاً، وتم استهداف الكنائس والمساجد والمدارس والمستشفيات ومبان تابعة الأمم المتحدة”.
وأضاف أن إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مستمرة في سياسة القتل والمذابح والمجازر رغم التحذيرات الدولية، وأكد أن إيصال المساعدات إلى غزة من أولويات البلدين، معربا عن تقديره لدعم الجهات المصرية، والهلال الأحمر المصري ووزارة الصحة المصرية، وجميع الجهات المصرية في هذا الأمر.
وتابع: “من أجل وقف إراقة الدماء سنظل على تعاون مع مصر أيضاً، وعلى المدى المتوسط، فإن إعادة إعمار غزة وتضميد الجروح يتطلب منا العمل المشترك ونحن جاهزون للعمل مع مصر في هذا الصدد أيضاً”.
وقال إنه تطرق في لقائه مع السيسي إلى ملفات ليبيا والصومال والسودان، وأكد حرص بلاده على وحدة هذه الدول الثلاث وأمنها واستقرارها، وتابع: “نحن عازمون على أن نستمر في التنسيق والتعاون مع مصر في تناول وتباحث كل هذه المسائل والقضايا العالمية أيضاً”.
وقد وقع الرئيس السيسي وأردوغان على الإعلان المشترك حول إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين مصر وتركيا، وكذلك على اتفاقيات تعاون بين البلدين.