الإشاعة:
سادت حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة اليوم السادس من يونيو، بسبب تداول خبر نُسب نشره لقناة “الجزيرة مباشر – مصر” نقلًا عن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، جاء فيه أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بصرف تعويضات بقيمة 3 ملايين دولار لأسر الجنود الإسرائيليين قتلى واقعة الحدود المصرية – الإسرائيلية.
الحقيقة:
هذا الخبر لا أساس له من الصحة على الإطلاق، وذلك استنادًا لعدد من الحقائق لزم توضيحها:
– الصورة المصاحبة للخبر المتداول تنسب التصريح للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، في حين أنه بتتبع كافة الحسابات الخاصة بالمتحدث أو برئاسة الجمهورية المصرية لم يُستدل على أي تصريح يحتوي من قريب أو من بعيد الخبر المتداول، وآخر علاقة للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية بشأن الواقعة كانت عندما أصدر بيانًا رسميًا للموقف المصري من الحادث، ولم يرد فيه ذكر صرف أي تعويضات مالية من الجانبين، بل إنه قال فيه تفصيلًا إن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اليوم اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقد تناولا فيه حادث إطلاق النار الذي شهدته الحدود المصرية الإسرائيلية يوم السبت 3 يونيو الجاري، موضحا أن الرئيس السيسي ونتنياهو أكدا أهمية التنسيق بشكل كامل لكشف جميع ملابسات الحادث، واعتزام الجانبين استمرار العمل والتنسيق في سياق العلاقات الثنائية والسعي لتحقيق السلام العادل والشامل والحفاظ على الاستقرار بالمنطقة.
– بتتبع الحسابات الرسمية لقناة “الجزيرة مباشر – مصر” على مواقع التواصل الاجتماعي والبحث فيها، فإنه لم يتم رصد هذا الخبر نهائيًا على تلك الحسابات، مما يتضح أنه خبر مغلوط ومزيف وقد تم فبركة الصورة بحيث تكون مشابهه للهوية البصرية الخاصة بمنصة الجزيرة مباشر – مصر، وسعى متداولو هذا الخبر إلى التشكيك في الدولة المصرية وإجراءاتها لإثارة البلبلة ومشاعر الغضب عند المواطنين.
– بفحص الصورة جيدًا وبدقة، تبين أنها تحمل علامة مائية خاصة بمؤسسة إعلامية أخرى ولا تمت بصلة إلى قناة الجزيرة أو أي مؤسسة إعلامية موثقة مما يدل على عدم مهنية شديد، فمن غير المعتاد أن تنشر وسيلة إعلامية صورة تحمل علامة مائية تخص وسيلة إعلامية أخرى، كما أن الصورة المصاحبة هي صورة للرئيس السيسي مع الرئيس الأمريكي بايدن وكان من الأولى -لو كان الخبر حقيقيا ومرّ على متخصصين مهنيين- أن يتم اختيار صورة للرئيس المصري مع نتنياهو مثلا، مما يدل أيضا على فبركة الصورة بواسطة غير متخصصين.
– بتتبع الخبر أيضًا، وُجد أن أول من نشره هو الصحفي مهدي مجيد الذي يعلن عن نفسه بأنه صهيوني ودائم الهجوم على الدول العربية وخاصة مصر، ثم نقل الخبر أيضا الصحفي صلاح بديوي والذي عُرف هو الآخر بهجومه الدائم على الدولة المصرية، مما يوضح أنها حملة ممنهجة يتم الترويج وشاركهم فيها أيضا الصحفي الإسرائيلي والمدون الشهير إيدي كوهين، المعروف بعدائه للدولة المصرية ورغبته المستمرة في إثارة البلبلة تجاهها بنشر أخبار مغلوطة.