in

إشاعة: مصر أرسلت سرا 40 ألف صاروخ لروسيا لمساعدتها في حرب أوكرانيا

الإشاعة:

في 10 إبريل الجاري نشرت صحيفة الـ واشنطن بوست تقريرا يُفيد بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمر سرا بتجهيز 40 ألف صاروخ وشحنهم لروسيا لمساعدتها في الحرب الأوكرانية، وقد بُني التقرير على ما تدعيه الصحيفة أنها تملك وثيقة سرية لوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” وفيها ذكرت تفاصيل لما يقال إنه اجتماع للرئيس المصري مع أحد مسؤولي الحكومة.

الحقيقة:

بعد الفحص تبين عدة حقائق:

1-تقرير الـ واشنطن بوست لم ينشر الوثيقة محل الجدل مع التقرير للتأكد من صحتها واكتفى التقرير بذكر أنه “يملك وثيقة تُفيد بأن.. الخ..”

2-التقرير يتحدث عن اجتماع مزعوم في بداية فبراير الماضي بين الرئيس المصري ومحمد صلاح الدين وزير الدولة للإنتاج الحربي.

3-لا يوجد أي تأكيد في التقرير أنه تم تنفيذ الادعاءات الخاصة بتجهيز ونقل الصواريخ، بل بالعكس تم نفيها، ففي نفس التقرير أفادت الواشنطن بوست أنها سألت أحد مسؤولي الإدارة الأمريكية -متحدثا بشرط ضمان السرية- في هذا الشأن ونفى علمهم بأي شيء بخصوص نقل الصواريخ قائلا: “لم نر هذا يحدث”.

4-   التقرير تضمن نفيا قاطعا من المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبوزيد.

هذا ما يتعلق بشأن التقرير والوثيقة المزعومة، ولكن لتتضح الصورة أكثر يجب إلقاء نظرة أوسع على مصداقية التسريبات الأخيرة في حد ذاتها ومنها يمكن الاستدلال على صحة الخبر المتناول.

وبعد فحصهم تبين الآتي:

  • من واقع التسريبات الأخيرة للبنتاجون – والتي منها تلك “الوثيقة” – يتبين أن جميعها ما هي إلا صور لوثائق سريعة يُزعم أن أحدا ما التقطها وليست الوثائق نفسها.

وهذا أيضا ما أكدته الواشنطن بوست بشأن الخبر محل الجدل، حيث قالت في تقريرها: “حصلت صحيفة واشنطن بوست على الوثيقة من مجموعة من (صور) الملفات السرية المنشورة ولم يتم الإبلاغ عن الوثيقة من قبل”. ومن المعروف سهولة وقابلية تعديل الصور باستخدام الوسائل الرقمية.

1-تقرير الواشنطن بوست بالكامل مبني على إحدى تلك الصور التي نشرها مجهول على الإنترنت.

2-الصور نُشرت على إحدى غرف الدردشة الخاصة بالـ”جيمرز” على موقع الدردشة الشهير Discord ، وتحديدا لعبة ماين كرافت. وقد نشرت للعامة في أواخر فبراير الماضي وأوائل مارس، ولكن لم تلق اهتماما كبيرا ولم يتم تسليط الضوء عليها بشكل موسع إلا منذ أيام قليلة فقط وتحديدا منذ 7 إبريل الماضي مما يثير عدة تساؤلات بشأن مصداقيتها.

3-يتبين بعد فحص “صور” بعض الوثائق المسربة والتي تم الوصول إليها أنها ليست سوى تحليلات وإفادات أعدتها أجهزة الاستخبارات الأمريكية لتقديمها لكبار قادة الإدارة الامريكية بشأن الحرب الروسية الأوكرانية بشكل رئيسي، ولكن ليست محاضر اجتماعات او سجلات رسمية لما حدث فعلا.

4-حتى الآن لا يوجد تأكيد على صحة الوثيقة من البنتاجون، ولكن حتى لو ثبتت صحة الوثيقة فهي لا تُثبت سوى أن هذا تحليل وادعاء لما تظنه أجهزة المخابرات الأمريكية أنه دار في أحد اجتماعات الرئيس المصري.

5-بالرجوع إلى مصادر التسريبات الأصلية على مواقع discord  و4chan ، تبين أنه تم حذف الكثير منها كما أكد موقع billingcat الصحفي الاستقصائي. ولم يعد منتشرا على الإنترنت سوى بضعة صور عبارة عن “لقطات شاشة” أو “سكرين شوتس” للمنشورات الأصلية، ولا يمكن التحقق من صحتها بأي حال من الأحوال.

1-التسريبات تسببت في حرج كبير للإدارة الامريكية مع العديد من حلفائها على مستوى العالم.

2-جدير بالذكر أنه بعد محاولات عدة للبحث والتقصي عن الصورة التي بُني عليها تقرير الواشنطن بوست وتتحدث عن مصر بين التسريبات المنتشرة تبين أنها غير متوفرة ولا يوجد لها أثر بشكل واضح المعالم ويمكن الاستدلال منه على معلومات دقيقة حتى لحظة كتابة المنشور.

كان هذا فيما يتعلق بالوثيقة المزعومة والتسريبات عموما.

أما بالنسبة لأصداء نشر تقرير الواشنطن بوست من الأطراف المعنية فقد تم نفي كل تلك الأنباء تماما.

1-في 11 إبريل، أعلن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، أن الأنباء حول خطط مزعومة لمصر لتزويد روسيا بآلاف الصواريخ “سرا” هي “تلفيق آخر”، لذا يجب التعامل مع مثل هذه التقارير على هذا الأساس.

2-في نفس اليوم نقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مسؤول مصري نفيه التام لتلك المزاعم مؤكدا على أن هذا الحديث “عبث، ليس له أساس من الصحة”.

إذن من كل ما سبق، يتبين أن الإشاعة الخاصة بتجهيز وإرسال 40 ألف صاروخ من مصر لروسيا لا أساس لها على الإطلاق من الصحة.