الإشاعة:
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة عدة تعليقات بشأن غياب جامعة الدول العربية عن الأزمة الواقعة في السودان وعدم اتخاذ أي موقف تجاه ما يجري هناك، حيث كتب بعضهم على موقع تويتر: “صدق أو لا تصدق: اختفاء ما يسمى بجامعة الدول العربية من أزمة السودان تماما!!! اختفاء مريب!!”.
الحقيقة:
بالبحث والتحقق من ذلك تبين أن تلك التعليقات لا تستند إلى أي أساس صحيح أو واقعي، ولذلك نوضح لكم الحقائق التالية:
– تم عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية في بداية الأزمة السودانية، وكان على مستوى المندوبين الدائمين دورة غير عادية يوم الأحد 2023/4/16 برئاسة مصر لمناقشة التطورات في السودان، وذلك بناًء على مصر والسعودية.
– أصدر مجلس جامعة الدول العربية بيانًا، نشرته صحف محلية وعربية، طالب فيه بضرورة الوقف الفوري لكافة الاشتباكات المسلحة حقناً للدماء وحفاظاً على أمن وسلامة المدنيين ومقدرات الشعب السوداني ووحدة أراضي السودان وسيادته، والتأكيد على أهمية العودة السريعة إلى المسار السلمي لحل الأزمة والتأسيس لمرحلة جديدة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني.
– حذر مجلس الجامعة من خطورة التصعيد العنيف الذي تشهده السودان، وما يصاحب ذلك من تداعيات خطيرة يصعب تحديد نطاقها داخلياً وإقليمياً، مما يحتم على كافة الأطراف إعلاء مصلحة السودان، دولة وشعباً، عبر ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والعمل سوياً على تهدئة الأوضاع.
– التأكيد على استعداد الجامعة العربية لبذل كافة المساعي من أجل معاونة السودان على إنهاء الأزمة بشكل قابل للاستدامة، والعمل على تكثيف الاتصالات العربية اللازمة للتوصل إلى حل، والدعوة لإبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع.
– دعوة مجموعة السفراء العرب المعتمدين في الخرطوم إلى التنسيق فيما بينهم والتواصل المستمر مع السلطات والأطراف والمكونات السودانية، والتنسيق مع الأمانة العامة والدولة الرئيس للمجلس على المستوى الوزاري في هذا الشأن.
– في تصريحاته لوسائل إعلام محلية، أوضح السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن الجامعة بدأت بالعمل على وقف القتال في السودان، ولم تتوقف الاتصالات بينها وبين كل المؤسسات الدولية والإقليمية ووزراء الخارجية بالعالم في محاولة لتعبئة موقف دولي مما يحدث في السودان، وأضاف: “نحن نفكر في الحلول في ما بعد الحرب، وأهمها ماذا سيجري للدعم السريع، فقد كانت على طريق الدمج في الجيش، لكن بعد ما حدث لا بد من تغيير في الطرح”.
ومما سبق، يتضح أن جامعة الدول العربية لم تكن غائبة عما يحدث في السودان منذ اللحظة الأولى، ولكن أصحاب التعليقات المتداولة يبدو أنهم ليسوا على دراية كافية أو إلمام بكافة المعلومات الموثقة والمتاحة.