الإشاعة:
سادت حالة من الجدل مؤخرا، عقب تداول حسابات على موقع التدوينات القصيرة إكس “تويتر سابقا”، مقطع فيديو زعمت أنه يكشف عن لقاء سري بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ورئيس وزراء إسرائيل الأسبق إسحاق رابين في ولاية نيويورك الأمريكية عام 1956، فما حقيقة هذا الأمر؟!
الحقيقة:
– بالبحث والتحقق، تبين أن مقطع الفيديو يظهر لقاء جمع بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والأمين العام للأمم المتحدة الراحل داج همرشولد في ديسمبر 1956، على خلفية أزمة تأميم قناة السويس، وليس إسحاق رابين كما أشيع.
– جاء وصف الصورة على الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة: “الأمين العام داج همرشولد (يسار) والرئيس المصري جمال عبد الناصر في صورة التقطت خلال المحادثات التي عقداها في القاهرة الشهر الماضي”.
– تابع الوصف: “في سياق هذه المحادثات طلبت الحكومة المصرية مساعدة الأمم المتحدة في تطهير قناة السويس وطلبت أن تبدأ هذه المساعدة فور عودة الأوضاع الطبيعية في بورسعيد ومنطقة القناة، بما في ذلك انسحاب القوات غير المصرية، ومن بين المواضيع الأخرى التي تمت مناقشتها وجود وعمل قوة الطوارئ التابعة للأمم المتحدة (UNEF)”.
– ظهرت الصورة أيضًا في أرشيف الأمين العام الراحل للمنظمة الأممية، الخاص بتأسيسه أول قوة لحفظ السلام.
– جاء في التقرير المرفق للصورة: “شهد عام 1956 بداية فترة فاصلة في دور المنظمة الدولية، وعمل الأمين العام كمبتكر دستوري وكبير المفاوضين، وعُهد إليه بمسؤوليات تنفيذية ذات نطاق غير مسبوق. لقد بدأت بمهمته لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، واستمرت خلال النزاع حول تأميم قناة السويس، والهجوم المفاجئ على مصر من قبل إسرائيل وفرنسا والمملكة المتحدة، وإنشاء قوة الطوارئ التابعة للأمم المتحدة UNEF)”.
– في يناير 1956، غادر الأمين العام في رحلة طويلة إلى الشرق الأوسط وآسيا، ولم يقم بزيارتها من قبل، وفي نهاية زيارته للشرق الأوسط، تحدث مطولاً عن لقاءاته الخاصة مع جمال عبد الناصر ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بن جوريون.
– تجدر الإشارة إلى أن إسحاق رابين خلال هذه الفترة (1956-1959) لم يكن له أي دور أو منصب سياسي؛ بل ترأس القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي؛ ومن 1959 إلى 1963 شغل منصب رئيس مديرية العمليات في جيش الدفاع الإسرائيلي ونائب رئيس الأركان، ومن 1964 إلى 1968 شغل منصب رئيس الأركان العامة، وبعد تقاعده من الجيش الإسرائيلي، تم تعيينه سفيرا لإسرائيل في واشنطن.