الإشاعة:
مع تزايد الحالة الضبابية حول الأوضاع في السودان انتشرت مؤخرا العديد من التغريدات والأنباء حول إعلان الولايات المتحدة نيتها لإرسال قوات عسكرية للسودان للتدخل في الوضع الراهن المشتعل بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع.
الحقيقة:
بالتحري والتدقيق يتبين أنه لم يحدث أن أعلنت الولايات المتحدة نيتها للتدخل عسكريا بقوات برية داخل الأراضي السودانية، وهذه الأنباء ما هي إلا تهويل لبعض التصريحات التي جاءت على لسان جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض يوم الاثنين 24 إبريل الجاري.
حيث أكد كيربي خلال مقابلة مع شبكة MSNBC الأمريكية إن الولايات المتحدة سترسل قطعا بحرية للسودان بهدف مساعدة رعاياها الذين يرغبون في مغادرة السودان، لكن ليس هناك أوامر بعمليات أمريكية كبيرة في الوقت الحالي.
وتابع أن هناك عشرات الأمريكيين يتحركون بريا ضمن قافلة تقودها الأمم المتحدة إلى بورتسودان وأن الجيش الأمريكي يساعد في مراقبتها عبر أنظمة جوية مسيرة.
وفي وقت سابق أكد البيت الأبيض أنه لا توجد حاليا خطط لإرسال قوات حفظ السلام أو جنود أمريكيين إلى السودان.
أما بخصوص المدمرة “تراكستون” فقد نقلت شبكة الجزيرة الإخبارية خبر وجود هذه المدمرة بالقرب من بورتسودان بانتظار تلقي “الأوامر”، ومن ثم قامت العديد من الحسابات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي بإعادة نشر هذا النبأ بشكل كثيف مصحوبا بالعديد من الادعاءات والتعليقات.
ولكن بتتبع المصدر الأساسي الذي نقلت منه الجزيرة هذا الادعاء لمعرفة ما هي “الأوامر” المقصودة، يتبين أن هذا التصريح قد أطلقه المتحدث باسم البنتاجون بات رايدر في مؤتمر صحفي يوم الاثنين 24 إبريل الجاري
وبعد التدقيق يتبين أن رايدر كان يقصد أن المدمرة ستظل موجودة في حالة الاحتياج لها ثم عدد بعد ذلك نوعية الاحتياج قائلا “لإجلاء الرعايا أو تقديم المساعدة الطبية”، لذا يتضح مما سبق أن ما نشرته الجزيرة كان اجتزاء لما قاله في بداية كلامه حول وجود المدمرة بالقرب من بورتسودان.