الإشاعة:
من العبارات سائدة الترديد في الروايات الإسرائيلية، زعم علماء اللاهوت اليهوديين أن أسماء القرى والمدن الفلسطينية تعود إلى اللغة العبرية، وذلك لأن أسماء الأماكن الواردة في العهد القديم من الكتاب المقدس عبرية بحسب مزاعمهم، ولكن تُرى ما حقيقة هذه الادعاءات؟!
الحقيقة:
– يمكن التعرف إلى ٤ طبقات لغوية أساسية في أسماء الأماكن الفلسطينية: “الكنعانية، والآرامية، واليونانية، والرومانية، والعربية – الفلسطينية”.
– في العديد من الحالات، يصعب التمييز بين المجموعات اللغوية المختلفة، وكيفية حدوث عملية تحديد أسماء الأماكن الكنعانية وكيفية تعريب أسماء الأماكن الآرامية أو الكنعانية.
– فلسطين عبر التاريخ ظهرت فيها حضارات وشعوب مختلفة وغزاة، وتبنت الشعوب التي عاشت في فلسطين مثل العبرانيين والفينيقيين والآراميين والعرب، وتتكون أسماء الأماكن في فلسطين من أكثر من طبقة تاريخية، كنعانية وآرامية ويونانية ورومانية وعربية.
– لا يجوز اعتبار أسماء الأماكن الواردة في العهد القديم من الكتاب المقدس عبرية لأنها واردة قبل الكتاب المقدس.
– لا يُذكر أن العبرانيين أسسوا مدنًا بل سكنوا ما كان موجودًا، وغالبًا ما يحاول العديد من الباحثين التوراتيين شرح أسماء الأماكن، وفقا للعبرية التوراتية، وهذا غير دقيق لأن أغلب الأماكن كانت معروفة قبل زمن الكتاب المقدس، كما تثبت المصادر المصرية.
– من دلائل أن أسماء القرى والمدن الفلسطينية غير عبرية هو حرص الاحتلال على تحويل أسماء الأماكن إلى توراتية، وإعادة إطلاقها على الأسماء الأصلية أو المستوطنات، وهذا الأسلوب يعد من أدوات تعزيز الأيديولوجيا الصهيونية للسيطرة على الأرض، حيث يتم تغيير الأسماء العربية إلى عبرية كي تظهر إسرائيل باعتبارها الوريث الشرعي للأرض.
– كان صاحب أول محاولات ربط أسماء القرى الفلسطينية بأسماء الأماكن في العهد القديم، هو إدوارد روبنسون، مؤسس علم الآثار التوراتية، وفقا لبحث “ذاكرة المكان والقرى الفلسطينية” المنشور في مجلة “تبين” عدد 2020.