أيام قليلة ويبدأ تطبيق العمل بالتوقيت الصيفي في مصر بعد توقف دام 7 سنوات، بواقع تقديم التوقيت ساعة واحدة اعتبارًا من آخر جمعة في شهر أبريل الجاري، على أن يعاد تأخيرها في آخر خميس من شهر أكتوبر من كل عام.
ودائمًا ما يثير قرار تغيير التوقيت نوعًا من الجدل بين حول فوائده وأضراره..
وعشان كده هنعرفك شوية حقايق ونقولك…
تقلق ولا متقلقش!
وقبل ما نقولك خلينا نعرف الأول هو يعني إيه توقيت صيفي؟!
ما هي فكرة التوقيت الصيفي؟
هو تغيير في التوقيت الرسمي للدولة ويتم مرَّتين سنويا ولمدة عدة أشهر من كل سنة، ويتم فيه إعادة ضبط الساعات الرسمية في بداية الربيع، حيث تقدم عقارب الساعة 60 دقيقة بهدف تبكير أوقات الشغل والفعاليات العامة الأخرى، ثم يتم الرجوع إلى التوقيت العادي أو ما يطلق عليه التوقيت الشتوي في موسم الخريف. وقد يعتقد البعض أن التوقيت الصيفي بدعة مصرية وهذا غير صحيح، إذ أن 87 دولة على مستوى العالم تطبقه، من بينهم كل دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من أجل توفير الطاقة.
إذن يجب أن نسأل.. مين صاحب الفكرة؟
كيف بدأ التوقيت الصيفي؟
يعتبر أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي في عام 1784 هو الأمريكي بنجامين فرانكلين، وتم طرح الفكرة من جديد على يد البريطاني وليام ويلت إلا أن البرلمان البريطاني رفضها عام 1909، ثم طُبقت فكرة التوقيت الصيفي للمرة الأولى خلال الحرب العالمية الأولى بسبب ظروف الحرب التي أجبرت الدول على توفير الطاقة، لتكون ألمانيا أول دولة تعلن العمل بالتوقيت الصيفي…
وهنا لابد أن نطرح السؤال الهام..
إزاي وصلتلنا الفكرة دي؟
كيف وصلت فكرة تطبيق التوقيت الصيفي إلى مصر؟
بدأ الاحتلال البريطاني تطبيق التوقيت الصيفي في مصر عام 1940، وذلك تزامنا مع أوضاع الحرب العالمية الثانية، ثم تم إيقاف العمل به بعد عام 1945، ليعود العمل به من جديد بعد 12 عاما من هذا التاريخ وتحديدا عام 1957، ثم ألغت حكومة الفترة الانتقالية في مصر بعد ثورة 25 يناير 2011 العمل به بتاريخ 20 أبريل 2011، ومن جديد أعادت الحكومة المصرية العمل بنظام التوقيت الصيفي في 7 مايو 2014 من أجل توفير الطاقة باستثناء شهر رمضان، وبعد ذلك بعام واحد قررت الحكومة في 20 أبريل 2015 إلغاء التوقيت الصيفي مؤقتًا، وأجرت التعديلات اللازمة على القوانين وطلبت من الوزراء العمل على دراسة لتحديد مدى جدوى تطبيق التوقيت الصيفي، حتى عاد مجددًا يوم 1 مارس 2023 للمرة الثالثة بقرار من مجلس الوزراء المصري.
طيب بعد كل ده.. التوقيت الصيفي حلو ولا وحش؟
التوقيت الصيفي في مصر.. بين الفوائد والأضرار
كشفت دراسات عالمية أن تطبيق التوقيت الصيفي يوفر 10% من إجمالي استهلاكات الطاقة والكهرباء؛ نظرا لأنه يقوم بتقليل عدد الساعات التي ينشط فيها البشر ليلا لحساب عدد ساعات النهار، فبالتالي الاحتياج للكهرباء في الإنارة وتشغيل الأجهزة سيقل، وهذا سيكون له أثر كبير في ظل ارتفاع أسعار الوقود من المحروقات والمواد البترولية الذي يشهده العالم حاليًا، وهذه الوفرة تُسهم في تخفيف الضغط على محطات الكهرباء واستهلاك الوقود وبالتالي تخفيف الضغط على العملة الصعبة في استيراد الوقود.
وفيما يتعلق بمصر، فقد أشارت التقارير الواردة أن الحكومة المصرية اعتبرته “محاولة لاستيعاب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، والتكيف مع أزمة الطاقة العالمية عبر ترشيد الاستهلاك، في ضوء ما يشهده العالم من ظروف ومتغيرات اقتصادية، وسعياً من الحكومة لترشيد استغلال الطاقة”، وفقا لقرار مجلس الوزراء والذي وافقت عليه لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب.
وفي نفس السياق، أوضحت وزارة الكهرباء المصرية أن عودة التوقيت الصيفي ينعكس على توفير الطاقة، حيث يصل مقدار الوفرة الناتجة عنه إلى نحو 147.21 مليون جنيه، إلى جانب ما ذكره التقرير الصادر عن الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية من أن العمل بالتوقيت الصيفي يسهم في توفير حوالي 25 مليون دولار وذلك عبر توفير وحدات الغاز المستخدمة في إنتاج الكهرباء، وبوجه عام فإن توفير 1% من استهلاك الكهرباء يؤدي إلى توفير ما يقرب من 150 مليون دولار في العام.
فيما رأى خبراء أنه إذا كان تطبيق العمل بالتوقيت الصيفي من شأنه دعم توفير استهلاك الطاقة والكهرباء، فمن المرجح أن ذلك هو الوقت الأنسب لبدء هذا الإجراء في وقت تستمر فيه تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية في معدلاتها.
ولكن على صعيد آخر، أثيرت حالة من الغضب بين عدد من المواطنين مع توارد أخبار عودة تطبيق التوقيت الصيفي، فيرى البعض أنه قرار من إرث الحكومات السابقة في مصر، والبعض الآخر يرى أنه يؤثر على الساعة البيولوجية للجسم، والتي تتكون من خلايا تقع بالقرب من العصب البصري تعمل بتوقيت طبيعي كل 24.2 ساعة، وتعتمد في أدائها على الضوء الذي تستقبله من شبكية العين ودرجة حرارة الجسم، وتتمثل وظيفتها في تنظيم دورات النوم والاستيقاظ، فضلًا عن مشاركتها في بعض العمليات الحيوية مثل بناء الخلايا.
إلا أن دراسات علمية أشارت إلى أن موقع مصر الجغرافي يبتعد عن خط الاستواء، وهذا ما يجعل تأثير التوقيت الصيفي على المواطنين يتراوح بين خفيف ومتوسط، وعادةً ما يتأقلم الجسم مع التغيرات التي تطرأ على الساعة البيولوجية بسبب التوقيت الصيفي في غضون يومين أو 3 أيام على الأكثر، بالأخذ في عين الاعتبار بعض الفروق الفردية بين الأشخاص مثل ظروف العمل.
كما قدمت هذه الدراسات نصائح بسيطة للتكيّف مع التوقيت الصيفي، من بينها تحديد مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ، وتجنب السهر ليلًا، وتنظيم درجة حرارة الغرفة بحيث تكون مناسبة للنوم، وحجب الضوضاء قدر الإمكان عن غرفة النوم.
إذن نستنتج من كل ما سبق.. لو حد كلمك على التوقيت الصيفي تاني، قوله..
متقلقش!