الإشاعة:
سادت حالة من الجدل مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب إعلان خروج شركة مصر للطيران من تصنيف شركة تُدعى Skytrax لأفضل 100 شركة طيران حول العالم، مما أثار عدة تساؤلات من المواطنين ونواب البرلمان المصري حول سبب تراجع تصنيف الناقل الرسمي الوطني لجمهورية مصر العربية، ولذلك لزم توضيح عدة حقائق.. علشان محدش يضحك عليك.
الحقيقة:
– شركة Skytrax (سكاي تراكس) شركة بريطانية تأسست عام 1989 تُجري أبحاثًا تتعلق بشركات الطيران وتجمع استبيانات من المسافرين حول العالم لتقييم تلك الشركات، ولكنها ليست الوحيدة في هذا المجال بل هناك شركات أخرى ومواقع إلكترونية تقوم بنفس المهام، من بينها موقع Airline Ratings، ولكن سكاي تراكس أصبحت ذائعة الصيت بسبب اعتمادها الكلي على الحملات الإعلانية والدعائية المستمرة، ومواظبتها على إقامة احتفالات سنوية وتوزيع جوائز تنفق عليها الكثير من الأموال، مما يجعلها تحظى باهتمام إعلامي ورواج للتقارير التي تصدرها. أي أنها تبني تقييمها بناء على الجوانب الدعائية والتسويقية والتجارب الشخصية لعينة من المسافرين وليس على معايير علمية واضحة.
– في نوفمبر 2012، واجهت شركة سكاي تراكس قضية كبيرة أثارت جدلًا آنذاك، حيث أجرت هيئة مراقبة الدعاية والإعلان البريطانية، تحقيقات مع الشركة بسبب ما كشفته الهيئة من أن سكاي تراكس تعتمد على متابعين مزيفين لإعلان تصنيف شركات الطيران، وليس هناك أي دليل على أنها تتبع أي خطوات موضوعية ومحايدة في دراسة وتقييم كل شركة ومنحها جوائز، مطالبة بأن توضع تقارير الشركة تحت الفحص والتدقيق بسبب التشكك في جودتها، وذلك وفق ما نشرته منصات بريطانية.
– هذه ليست المرة الأولى التي يُثار فيها الجدل حول معايير الاختيار والتقييم في تصنيف سكاي تراكس؛ في عام 2016، قوبل تصنيفهم السنوي باستهجان وانتقاد واستنكار من رواد “تويتر” من الجنسيات العربية المختلفة، نتيجة افتقاد التصنيف للمعايير المنطقية، بحسب وصفهم.
– على مدار أعوام متعاقبة، لم يرد ذكر شركة مصر للطيران في أغلب التصنيفات التي أعلنتها سكاي تراكس لأفضل 100 شركة طيران، إلا مرة واحدة عام 2022 وكانت مصر للطيران في الترتيب الـ 95.
– من المعروف أن شركة مصر للطيران عضو في تحالف Star Alliance (ستار أليانس) العالمي للطيران، وهو تحالف الطيران الدولي الرائد الذي يضم نخبة من 26 من أفضل خطوط الطيران العالمية والذي تم اختيارهم طبقا لأعلى درجات الجودة في تقديم خدمات الطيران المختلفة.
– يتخذ تحالف ستار أليانس من مدينة فرانكفورت بألمانيا مقرًا له، ولا يضم في عضويته سوى نخبة الخطوط الجوية العالمية كالخطوط الجوية الكندية ولوفتهانزا الألمانية والخطوط الجوية السويسرية والتركية وخطوط طيران ANA اليابانية والخطوط الجوية السنغافورية والأخيرة هي من تتصدر تصنيف سكاي تراكس والباقون من أعضاء التحالف يحتلون المراكز الأولية في نفس التصنيف مما يثير التساؤلات حول لماذا تم استبعاد مصر للطيران بما إنها تتقيد بنفس معايير الجودة تقريبا كباقي أعضاء التحالف؟؟؟
– اختار تحالف ستار أليانس شركة مصر للطيران للانضمام إليه عام 2008، لسمعتها وخبرتها الممتدة نحو 85 عامًا كأول شركة طيران في أفريقيا والشرق الأوسط، وسابع شركة طيران تنضم لاتحاد النقل الجوي الدولي IATA، علاوة على تحقيقها نجاحات عديدة ومعدل نمو غير مسبوق، وذلك وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني للتحالف العالمي، والذي يتصدر شعار شركة مصر للطيران صفحته الرئيسية وسط باقي شعارات شركات الطيران العالمية الأخرى أعضاء التحالف.
– بنظرة سريعة على من وضعته سكاي تراكس كأفضل شركة طيران إفريقية سنرى إنها اختارت الخطوط الجوية الإثيوبية، ووضعت مصر للطيران في المركز السابع إفريقيا.
لذا قمنا بعقد مقارنة سريعة بين الشركتين في إحدى أهم معايير جودة أي خطوط جوية وهو حجم الأسطول، نظرا لأن حجم الأسطول هو ما يوفر للمسافرين اختيارات عدة في الوجهات التي يريدونها وكذلك في التوقيتات التي تناسب احتياجات المسافرين وليس العكس بأن يضطر المسافرون أن يتأقلموا مع محدودية الرحلات المتاحة وعدم وجود خطوط جوية مباشرة إلى الوجهات التي يريدونها.
فقمنا بزيارة الموقع الرسمي لكلا من الخطوط الجوية المصرية والإثيوبية وجدنا أن أسطول مصر للطيران يتكون من 1533 طائرة مختلفة ومتنوعة بينما الخطوط الإثيوبية تمتلك 146 طائرة عاملة فقط، أي أن مصر للطيران تمتلك أسطولا جويا أكبر بعشرة أضعاف من الخطوط الإثيوبية، مما يثير تساؤلا أكبر حول عملية التقييم التي يمكن ان تضع الشركة الإثيوبية في صدارة الشركات الأفريقية وتضع مصر للطيران في المرتبة السابعة!!!
– يأتي إعلان شركة سكاي تراكس البريطانية وتصنيفها المتضمن خروج مصر للطيران بعد أيام قليلة من التقرير الذي نشرته مجلة الإيكونوميست البريطانية أيضًا، والذي يحتوي على العديد من المعلومات المغلوطة عن مصر، مما فسره بعض الباحثين والمحللين على أنها مؤشرات لحملة خارجية ممنهجة لبث الشك في نفوس المصريين تجاه دولتهم ومقدراتها الوطنية.